بعد احتفاء معرض الكتاب بمئويته.. عزيز صدقي أبو الصناعة المصرية
يحتفي معرض القاهرة الدولي للكتاب ، في دورته الـ 51، والتي تنطلق 22 يناير الجاري، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، بمئوية تسع شخصيات ضمن المحور الثاني "مئويات" لبرنامج قاعة المقهى الثقافي بالمعرض.
وضمت الشخصيات المختارة، الدكتور عزيز صدقي، رئيس وزراء مصر الأسبق، وأحد رموز ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وولد عزيز محمد صدقي في القاهرة عام 1920، وحصل على بكالوريس الهندسة قسم عمارة من جامعة القاهرة عام 1944، ثم نال شهادة الدكتوراة في التخطيط الإقليمي والتصنيع من جامعة هارفارد الأمريكية عام 1946.
صدقي والنهضة الصناعية
عمل صدقي مدرسا بكلية الهندسة عام 1951، ومستشارا فنيا لرئيس الوزراء، ومديرا عاما لمشروع مديرية التحرير عام ،1953 - عين وزيرا للصناعة 1956 ثم نائبا لرئيس الوزراء للصناعة والثروة المعدنية 1964 ثم مستشارا لرئيس الجمهورية في شئون الإنتاج 1966.
كما تولى منصب وزير الصناعة والثروة المعدنية عام 1968، ولقب بـ " أبو الصناعة المصرية" لاهتمامه بالصناعة الوطنية أثناء تقلده المناصب الوزارية في الخمسينيات، والستينيات.
ومن أعماله مشروع تجميع أول سيارة مصنوعة في مصر عام 1959، وافتتح في العام نفسه مصنع الحديد والصلب في حلوان، ظهرت في عهده عدة صناعات أخرى مثل الثلاجات الكهربائية وأجهزة البوتاجاز، ومصانع الورق، واستحدث عددًا كبيرًا من المصانع الجديدة والتوسعات في مختلف المجالات الصناعية.
إعادة البناء بعد نكسة 67
وعهد إلى عزيز صدقي بمهمة انتشال الوضع الاقتصادي الذي دمرته، وقيدته نكسة عام 1967، حيث تمكن من إعادة بناء أسس الاقتصاد، ومنها ما كان مسخرا لخدمة الجبهة العسكرية بشكل كبير مثل مصانع الحديد والصلب والغزل والنسيج والمواد الغذائية.
وكانت النتيجة إنشاء المئات من المصانع الجديدة والتوسع في المجالات وتقوية الصناعات الثقيلة مثل الحديد والصلب والمراجل البخارية والكابلات والقطارات، والمصانع الحربية لمد الجيش بالسلاح والذخيرة.
انهاء وجود الخبراء الروس وحرب أكتوبر
مع تولي الرئيس أنور السادات، رئاسة الجمهورية بعد رحيل جمال عبد الناصر، قرر إنهاء وجود الخبراء السوفيت في مصر، حيث كلف عزيز صدقى بهذه المهمة، ورغم أن نتائج الزيارة بدت واضحة من البداية أنها لن تنجح، لكن عزيز صدقى استطاع بمهارته الدبلوماسية، وبعلاقاته مع القادة الروس، أن يمتص ثورتهم في أول جلسة ثم نجح في تنقية الأجواء وعودة الدعم مرة أخرى لمصر.
وفي مارس 1972 عينه الرئيس أنور السادات رئيسا للوزراء ثم مساعدًا لرئيس الجمهورية 1973 وكان له دور كبير في تحقيق النصر في حرب أكتوبر 1973.
وفي 25 يناير من عام 2008، رحل الدكتور عزيز صدقي، عن عمر ناهز 87 عاما، تاركا تاريخيا كبيرا، وحفر اسمه بأحرف من نور في ذاكرة العمل الوطني.