التعليم تحاصر "سبوبة" التدريب
ملف تدريب المعلمين والقيادات التابعة لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، واحد من الملفات الضخمة داخل الوزارة، وعلى مدار السنوات الماضية امتلأ ملف التدريب بالعديد من المشكلات والأزمات، وتحولت العديد من التدريبات التي يتلقاها المعلمون أو الإداريون والقيادات إلى "سبوبة" لبعض الكيانات والشركات العاملة في هذا المجال.
والأسوأ من ذلك هو أن الأكاديمية المهنية للمعلمين وهي الجهة المنوط بها قياس جودة التدريب تحولت إلى جهة قائمة بالتنفيذ بما يخرجها عن الهدف الذي أنشئت من أجله، وهذا الأمر الذي سبق النص عليه في تقرير أعدته الإدارة المركزية للمتابعة وتقييم الأداء في عهد رئيسها الراحل صلاح عمارة.
وأكد التقرير – وقتها- أن الأكاديمية خرجت عن أهداف إنشائها ونص على ضرورة إعادة هيكلة الأكاديمية وعودتها إلى العمل وفق الهدف من إنشائها بقياس جودة التدريبات والحكم عليها بدلاً من القيام بتنفيذ التدريبات.
وتعطلت توصيات تقرير الإدارة المركزية للمتابعة بشأن الأكاديمية المهنية للمعلمين وظلت الأكاديمية تمارس عمليات التدريب، ولم تقف أزمات ملف التدريب عند هذا الحد؛ ولكن تحولت التدريبات في العديد من الأماكن التابعة للوزارة إلى تدريبات صورية، وأخرى عبارة عن تدريبات يتم تنفيذها دون قياس لأثرها أو الفائدة منها، بجانب السماح لدخول كيانات للمدارس والإدارات التعليمية وحتى المديريات دون أن تمتلك حقائب تدريبية محكمة بجانب ضعف تاريخ تلك الكيانات في مجال تدريب المعلمين أو القيادات التعليمية.
وفطنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لأزمات التدريب واعترفت بالمشكلات التي شابت التدريبات، وفي خطوة كبيرة لحل تلك المشكلات ومواجهة أزمات التدريب، ومحاصرة "سبوبة " التدريب وأصدر الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قرارًا وزاريًا بشأن تشكيل اللجنة العليا للتدريب.
اقرأ أيضا
"حجازي" يقود ثورة للإصلاح الإدارى في المديريات التعليمية
ووفقًا للقرار يترأس الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اللجنة، ونائب الوزير لشئون المعلمين "نائبا"، وعضوية نائب الوزير لشئون التطوير التكنولوجي، ومدير الأكاديمية المهنية للمعلمين، ومديرو المراكز البحثية التابعة للوزارة، والمستشار القانوني للوزير ورؤساء القطاعات ورئيس الإدارة المركزية لمركز إعداد القيادات التربوية، ومدير عام التنسيق بالوزارة.
وتختص اللجنة بوضع سياسات التدريب لكافة العاملين بوزارة التربية والتعليم والهيئات التابعة بما يخدم العملية التعليمية.
وتهدف اللجنة العليا للتدريب إلى تنسيق جهود المؤسسات التي تقدم وتنظم تدريبات للمعلمين والعاملين بكافة المديريات التعليمية والإدارات التعليمية، والتي ستكون بوصلة توجه المؤسسات والبرامج المقدمة منها إلي الفئات المستهدفة، وذلك لأي نشاط تدريبي يتعدى اليوم الواحد علي كافة المستويات سواء (مديريات –إدارات تعليمية) والجهات التابعة للوزارة، بغرض تحقيق التكامل بين كافة البرامج المقدمة للجنة ومتابعة تنفيذ التدريبات المعتمدة من اللجنة لضمان جودتها.
وستتابع اللجنة جودة البرامج التدريبية المقدمة من حيث جودة الحقائب التدريبية وكفاءة المدربين لها وقاعات التدريب وقياس أثر التدريب، كما سيتم إعداد قاعدة بيانات مشتركة تشمل توزيع جميع البرامج المقدمة من المستهدفين وتوضح عدد من اجتازوا تلك البرامج وجهة الحصول عليها.