يوسف السباعى يكتب: ليسوا من أبناء مصر
بعد خروج الجماهير فى 18 و 19 يناير 1977 وقيامهم بأعمال الحرق والتخريب بسبب القرارات الاقتصادية التى أعلنها الدكتور عبد المنعم القيسونى نائب رئيس الوزراء للشئون المالية والاقتصادية خرجت الصحف القومية الثلاث “الاهرام والاخبار والجمهورية” تعلن عن مؤامرة لإحداث بلبلة واضطرابات فى مصر مخططة من الخارج أطلق عليها السادات “انتفاضة الحرامية” نتيجة خروج بعض الخارجين على القانون باستغلال الأزمة والقيام بنهب المحلات والملاهى الليلية وأعلن الرئيس السادات بعدها إلغاء القرارات الاقتصادية التى أعلنها القيسونى.
وكتب الكاتب الصحفى يوسف السباعى رئيس مجلس إدارة الاهرام مقالا فى 19 يناير 1977 قال فيه:
إن الذين يتولون السلطة فى مصر هم جزء من أبناء مصر يحاولون جهدهم أن يعاونوا فى اجتياز المرحلة الحرجة وعبور الأزمة الاقتصادية بعد عبور الهزيمة واسترداد الكرامة .
وأبناء مصر قد يختلفون فى أسلوب حل مشاكلهم ، وقد ينجح البعض ويفشل البعض الآخر، وقد يخطئ البعض فينتقد وقد ينحرف البعض فيردع .. كل هذا يمكن أن يحدث فى أسرة مصر الكبيرة من أجل أن تخرج مصر من أزماتها المتلاحقة وترفع المعاناة عن أبنائها .
ومهما اختلفت وجهات النظر فى حل الأزمة فإن هناك طرفا يتربص من أعداء مصر موجودون بمصر بأبناء مصر فالمسألة بالنسبة لهم ليست قرارات رفع أسعار إنما هى لهفة على موجة إثارة يتلقفونها كأنها فرصة العمر للحرق والتخريب من اجل ضياع مصر واقتناص الحكم فيها وذل مصر وابناء مصر فاتقنوا اللعبة وكانت النتيجة ما حدث يومى 18 و19 يناير 1977 التى خرجت فيها المظاهرات والاحتجاجات بهتافات مكتوبة لا علاقة بها بآلام الناس ومعاناتهم .
اقرأ أيضا:
سامح عسكر يحذر من حملة إخوانية للوقيعة بين مصر وتونس
هؤلاء لا يمكن أن يكونوا أبناء مصر .. هؤلاء ليسوا منتمين لمصر ولا هم منفعلون بآلام مصر ..انهم مخططون هادئون أعدوا الهتافات المسجوعة المنغمة يخوضون معركة حامية لحرق مصر ولركوب صهوة الحكم واستعباد ابناء مصر .
وأقولها صراحة لن يفلح أعداء مصر فى استغلال لحظات الم فى دفع أبناء مصر إلى دمار مصر حما الله مصر دائما.