رئيس التحرير
عصام كامل

أشرف بيومي وداعا


على فجأة غادرنا الزميل الصحفى النرجسى أشرف بيومى، وقد قرر الرحيل إلى البلد الذي أحبه طوال حياته .. عشق أشرف بيومى بلاد المغرب وأدمن السفر إليها فإن وجدته متهلل الوجه فإنه لا شك مغادر إليها .


وفى صدمة عنيفة رحل أشرف بيومي الصحفى الذى لم يختلف طوال عمره مع أحد وظل لأكثر من تسعة عشر عاما مثالا يحتذى به بين زملائه بجريدة الأحرار وظل طوال فترة عمله بيننا نموذجا مثاليا، فإن وجد بغرفة نقاش محتدم فإن الانسحاب هو طريقه وإن وجد من يلوك زميلا بلسانه فإن الصمت طريقه .
ظل أشرف بيومى الذي لفظ أنفاسه بالأمس فى تطوان المغربية التي كان يحرص كل عام على حضور مهرجانها متمسكا بمجموعة قيمية تعلمنا منها جميعا كل مظاهر النبل والإنسانية .. كنت تراه صامتا معظم الوقت فإن تكلم ضحك وإن استمر في الحديث تأنس معه حديثه .. ابتسامة طفولية تكسو وجهه .
وعندما أصيب أشرف بالسكر لم يستسلم رغم إهماله الشديد في صحته فقد كان يستمر بالجريدة لأكثر من عشر ساعات دون كلل أو ملل لدرجة أنه كان يغالبه النعاس على مكتبه .. كان بسيطا في حياته إلى حد الزهد وكان شفافا في تعاملاته، متطابقا مع ذاته، حالما في رؤاه .
جاء إلى الحياة وكأنه الطفل الوحيد فى هذه الدنيا ولم يغادر طفولته يوما ولم يترك خصومة مع آخرين فى حياته .. قرر السفر الأخير والانتقال الأخير من داخل بلاد أحبها وأحبته والمثير أن يكون القرار هو دفن جثمانه الطاهر فى تطوان .. قلبي مع نفسى المتألمة لفراقه وقلبي مع كل رفاقى الذين طعموا ضحكات أشرف وتعلموا من براءة أشرف وأيقنوا أنهم لن يروه مرة أخرى !

الجريدة الرسمية