الشرطة الفرنسية تفرق تظاهرة ضد ماكرون في باريس بالغاز المسيل للدموع
أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع تحت وابل من المقذوفات التي انهمرت عليها واعتقلت العشرات السبت بعدما عاد الآلاف من محتجي حركة "السترات الصفراء" المعارضة للحكومة إلى التظاهر في شوارع باريس.
وردد المتظاهرون هتافات تندد بالشرطة والرئيس إيمانويل ماكرون ومشروعه لإصلاح أنظمة التقاعد الذي أدت التعبئة ضده إلى أطول إضراب لقطاع النقل تشهده فرنسا منذ عقود.
وفي ليل الجمعة تم إخراج ماكرون وزوجته بريجيت من أحد المسارح لفترة وجيزة إلى مكان آمن بعدما علم متظاهرون بوجوده هناك وحاولوا دخول المسرح قبل أن تتصدى لهم قوات الأمن.
ودوت صفارات إنذار سيارات شرطة مكافحة الشغب في شوارع العاصمة الفرنسية خلال توجهها إلى المناطق التي يتجمع فيها المتظاهرون، وأعلنت الشرطة اعتقال 32 متظاهراً بحلول فترة ما بعد الظهر.
الرئيس الفرنسي يعلن إرسال قوات خاصة إلي شبه الجزيرة العربية والخليج
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بعدما رشق المتظاهرون عناصرها بمقذوفات، وفق ما شاهد مراسلو وكالة فرانس برس. وصرخ شبان يضعون أقنعة "ثورة" في ساحة الباستيل التي انطلقت منها الثورة الفرنسية عام 1789.
وهتف المتظاهرون "الشوارع لنا"، و"ماكرون نحن آتون إليك، في منزلك". ويندرج التحرك في إطار التظاهرات الأسبوعية التي تجريها الحركة كل يوم سبت منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، والتي زاد زحمها مؤخراً بعدما انضم إليها معارضو مشروع إصلاح أنظمة التقاعد. وتأتي التظاهرات في اليوم الخامس والأربعين من إضراب شمل السكك الحديد وقطارات المترو وأثار غضب الملايين ممن يعتمدون على وسائل النقل المشترك في تنقلاتهم، بخاصة في باريس. إلا أن وتيرة حركة القطارات تحسّنت كما أن سائقي قطارات المترو الباريسي قرروا تعليق تحرّكهم اعتبارا من الإثنين، وفق ما أعلن اتحادهم السبت. وأكدت المدرسة آني مكام البالغة 58 عاماً أن كثراً يعانون في فرنسا، مضيفة "نحن نختنق بسبب هذه الحكومة التي تريد أن تركعنا".
وقالت: إنه يستحيل أن نسمح لماكرون "بأن يمس برواتبنا التقاعدية. لقد عملنا كل حياتنا لكي نكون قادرين على الخروج (من العمل) بتقاعد محترم"، مضيفة "هذا بالتحديد ما يحاول تغييره". وتهدف إصلاحات ماكرون إلى نظام تقاعدي واحد عبر دمج 42 نظاماً منفصلاً في البلاد. وتسمح أنظمة التقاعد الخاصة على سبيل المثال لعمال النقل بمغادرة الوظيفة في سن مبكرة، وتمنح تقديمات لعمال القطاع العام والمحامين والمعالجين الفيزيائيين وموظفي دار الأوبرا في باريس. ويقول معارضو مشروع الحكومة إنه سيجبر ملايين الأشخاص على العمل لمدة أطول مقابل راتب تقاعدي أقل. وانضمت نقابات قطاع النقل إلى حركة "السترات الصفراء" التي تتهم ماكرون بالانحياز للنخب على حساب الشعب وأبناء الأرياف والقرى.
وتبحث النقابات عن سبل لتحفيز حركتها التي أخذت في التراجع، بحيث انخفضت نسبة العمال المضربين في شركة السكك الحديد الوطنية إلى أقل من خمسة بالمئة الجمعة. وأعيد افتتاح متحف اللوفر في باريس السبت بعدما أغلقه عمال معارضون لإصلاح نظام التقاعد. والجمعة تجمع مئات من الزوار خارج المتحف، وشتم بعضهم المضربين الذين أغلقوا المدخل. وكانت هذه المرة الأولى منذ بدء الإضراب في 5 ديسمبر التي يغلق فيها المتحف بالكامل، على الرغم من أنه اضطر لإغلاق بعض أقسامه الشهر الماضي. ولم يكن هناك ما يشير إلى إنهاء الإضراب في أوبرا باريس التي فقدت 14 مليون يورو (15 مليون دولار) مع إلغاء 67 عرضاً. وقدمت أوركسترا أوبرا باريس السبت مقاطع من كارمن وغيرها من الأعمال إلى الباريسيين والسائحين على درجات قصر غارنييه لإظهار الدعم للإضراب. وانهت الاوركسترا عرضها بالنشيد الوطني الفرنسي، وهتف أنصار الاحتجاجات "يحيا الاضراب". وقال مساعدو ماكرون إن الرئيس وزوجته تمكنا من العودة لمشاهدة مسرحية "الذبابة" بعدما منعت الشرطة المحتجين من دخول المسرح الشهير "بوف دو نورد". وكان الرئيس وزوجته يحضران العرض عندما نشر صحافي ناشط هو طه بوحفص كان يجلس خلف الرئيس بثلاثة مقاعد، صوراً على تويتر دفعت ناشطين إلى المجيء لتعطيل العرض، وفق ما قال مصدر مقرّب من الرئيس. وتم اعتقال بوحفص بتهمة "المشاركة في مجموعة تشكلت لارتكاب أعمال عنف او التسبب بأضرار"، وفق المصدر.