رأي الدين في الطبيب الذي ينهي حياة مريضٍ ميؤوس من شفائه
عنيت الشريعة الإسلامية بالحفاظ على حياة المسلم ونهته عن إنهاء حياته بأي صورة من الصور سواء عن طريق الانتحار أو غيرها من الوسائل التى تؤدى إلى هلاك النفس، ومن الأسئلة التى ترد فى هذا الشأن هو "ما رأي الدين في الطبيب الذي يُنهي حياة مريضٍ ميؤوسٍ من شفائه؛ سواء بناءً على طلب المريض نفسه أو أحد من أقربائه؟".
ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء أن المريض الميئوس من شفائه ليس له حقّ في أن ينهي حياته؛ لا بنفسه، ولا بواسطة غيره، ولعل الله يحدث بعد عسرٍ يسرًا؛ قال عز شأنه: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"، وقال تعالى: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، إلى غير ذلك من الآيات التي حرَّمت قتل النفس التي حرَّم الله قتلها إلا بالحق.
حكم قبول هدية من اختلط ماله الحلال بالحرام
وذكرت الدار أنه روى في حديث جندب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قَالَ: "كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ اللهُ: بَدَرَنِى عَبْدِى بِنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ" رواه البخاري.
وأوضحت الدار أنه يفهم من من هذه النصوص وغيرها يتضح أن قتل النفس أمر شنيع ومنكر لم يرد في الشريعة الإسلامية ما يبيحه أو يخفِّف عقوبته لأي سببٍ من الأسباب ولا لأي ظرف من الظروف، مهما كان خطره، ومهما كانت النتائج المترتبة عليه.