حكم استضافة الأب لابنه الذي هو في حضانة أمه
يعد باب الحضانة وغيرها من المسائل المتعلقة بالأحوال الشخصية أحد أكثر الموضوعات الجدلية والتى يكثر فيها التساؤل سواء من الزوج أو الزوجة فى حالة انفصالهما ومن الأسئلة التى ترد فى هذا الشأن هو "ما حكم استضافة الأب لابنه الذي هو في حضانة أمه؟".
ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء أن الحضانة وتنظيمها إنما هي وسيلة لحماية المحضون ورعايته، والقيام بحقوقه والعناية بشؤونه، حتى إن الحاضنة إذا أرادت إسقاط الحضانة لا تسقط، وكل هذا حتى لا يضيع المحضون، الذي هو الغاية والمقصد مِن تنظيم شؤون الحضانة.
وأكدت الدار أن الحضانة ليست ساحة لكيد المطلق ضد مطلقَته أو لمكر المطلقَة بمطلقها على حساب مصلحة المحضون، بل هي ولاية للتربية؛ غرضها الاهتمام بالصغير وضمان مصلحته والقيـام على شئونه.
وأضافت الدار أن الشرع الشريف قد أحاط الحضانة بالأمن على المحضون في شخصه ودينه وخلقه، ومِن جهةٍ أخرى فهي مجال جيد لتعويد النفس على العطاء والبذل وإنكار الذات.
هل يجوز إجهاض الجنين لخطورة الحمل على صحة الأم.. تعرف على رأي الشرع
وأوضحت الدار أن القانون المنظِّم للحضانة والمستقى مِن الشريعة الغراء مقصده تحقيق هذا الغرض، ويتمحور حول هذا الهدف، فعندما لا تسعف حرفية القوانين في تحقيق هذا المطلوب تبقى روح القانون مطية للقاضي المتمكن المتشبع بأغراض الشارع ومقاصده للوصول إلى ذلك المطلوب.
وانتهت الدار إلى القول بأنه يجوز للقاضي أن يسمح للأب باستضافة المحضون في الأيام المناسبة لذلك؛ كيومٍ في الأسبوع، ومدة مناسبة في إجازتي نصف العام الدراسي ونهايته وأعيادِ السنة المختلفة إذا أذنت الحاضنة في ذلك، حسبما يراه محققًا للمصلحة والعدل في ذلك كله؛ فعند القاضي مِن الصلاحية المخولة له ما يجعله يقضي بذلك وهو مرتاح الضمير مطمئن البال ما دام الهدف من ذلك هو تحقيق المَنشود من شريعة الحضانة المحكمة، ورعاية المحضون على الوجه الأكمل.