ما هي حقيقة عذاب القبر؟
تنتشر هذه الأيام سيديهات الكمبيوتر التي تباع على الأرصفة وتحذر من عذاب القبر وتحكي القصص والأقاويل عن عذاب العاصي والخطّاء والكافر في القبر، وهناك مشايخ يصرخون ويبكون من الوعيد والعذاب المنتظر في عذاب القبر، فهل هناك عذاب قبر وهل ما يحدث في القبور معلوم ومعروف؟
يجيب الشيخ إبراهيم الفيومي، شيخ الأزهر في القرن الثامن عشر سابقا: عالم ما بعد الموت من الأمور الغيبية التي لا يعلمها غير الله تعالى، وقد أخبرنا الرسول، صلى الله عليه وسلم، أن للموتى حياة في القبور، فمنهم من يعيش في قبره وكأنه يعيش في روضة من رياض الجنة، ومنهم من يعيش فيه كأنه في حفرة من حفر النار، وهو مايسمى في العقيدة الإسلامية بعذاب القبر ونعيمه.
فالموتى يعذبون في قبورهم أو ينعمون بنعم الله، عز وجل، ويؤكد ذلك قوله تعالى "النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب" وهذه الآية تدل على عذاب القبر الذي يكون قبل يوم القيامة، إلا أن كيفية العذاب في القبر لا يعلمها أحد وهي من الغيبيات، وحتى العذاب بالجسد أو الروح أمر مختلف فيه بين العلماء، وهذا غيب.
والإيمان بالغيب على قدر ما نقل عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، وحده هو الذي يعلم هذا العذاب، وفي السنة الشريفة ما ورد في الصحيحين أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، مر بقبرين فقال: “إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة".
وروي في صحيح مسلم قال: "أن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه”.
هل من مات يوم الجمعة لا يعذب عذاب القبر؟
وفي صحيح مسلم أيضا أن النبي، عليه السلام ،قال: "إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال. إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة.
وفي الصحيحين عن عائشة ـــ أم المؤمنين ـــ رضي الله عنها أنها قالت: سألت النبي، صلى الله عليه وسلم، عن عذاب القبر؟ قال: نعم عذاب القبر حق.