"مبيحضرش عزاءات".. سر عدم تقديم ملك المغرب التعازي في السلطان قابوس
أثار حضور ملوك ورؤساء العالم وغياب ملك المغرب هذا الأسبوع عن العاصمة العمانية مسقط؛ لتقديم التعازي للسلطان هيثم بن طارق آل سعيد، في وفاة ابن عمه السلطان قابوس التساؤلات حول غياب ملك المغرب محمد السادس، الذي أوفد شقيقه الأمير مولاي رشيد، يرافقه مسؤولون كبار لتقديم التعزية.
ويعود غياب ملك المغرب إلى تقليد راسخ لدى المملكة المغربية، حيث الأسرة العلوية الحاكمة هي واحدة من أقدم الملكيات القائمة في العالم. وتتبع قانونا سلطانيا قديما لم ينقطع منذ عام 1613.
ولا ينتهك ملوك وسلاطين العائلة العلوية الحاكمة في المغرب هذا التقليد؛ لأنه القانون الملكي القديم الذي يمنعهم من حضور التعازي وحفلات الزفاف.
ويتم التقيد الصارم بهذا التقليد، حتى عندما يتعلق الأمر باحتفالات العائلات المالكة في البلدان الأخرى.
وشرح العاهل المغربي محمد السادس، في مقابلة صحفية عام 2005، عدم الحضور كجزء من تقاليد المملكة القديمة، كما أنه أشار إلي أن سبب غياب الملوك المغاربة من سلالة العلويين حفلات الزفاف والتعازي، حتى عندما يتعلق الأمر بحلفاء المغرب، قائلا: ”إن تقاليدنا لا تسمح للملوك بحضور حفلات الزفاف أو الجنازات بالخارج“.
ورغم ذلك، فقد كانت هناك استثناءات نادرة، ففي عام 2014، حضر الملك محمد السادس حفل زفاف شقيقه الأمير مولاي رشيد لفترة قصيرة، وقبل ذلك في عام 2011، حضر لرؤية جثمان خالته الأميرة عائشة قبالة القصر الملكي، دون المشاركة في مراسم الدفن أو أداء صلاة الجنازة.
يعتقد أن هذا التقليد يهدف إلى تمييز الملوك وجعل حياتهم مختلفة عن حياة المواطنين العاديين، للحفاظ على الكرامة والهيبة الضروريتين لكسب الاحترام والطاعة.