رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور "فيتو" داخل كنترولات الثانوية العامة.. غياب أمنى تام في الخديوية.. وفردان حراسة للـ"سنية".. 25 مليون جنيه فاتورة تأمين الامتحانات

فيتو

رغم الكلام الكثير عن التشديدات والإجراءات المكثفة لتأمين امتحانات الثانوية العامة إلا أن دخول "فيتو" إلى أحد مقار كنترولات الثانوية العامة المعروفة باسم "لجان النظام والمراقبة" لم يكن بالصعوبة التي تخيلناها. ولن ننسى أن نوجه الشكر لرجال الشرطة لتراخيهم مما سهل كثيرا من مهمتنا الصحفية.


وتقسم امتحانات الثانوية العامة إلى 4 قطاعات تضم 11 لجنة للنظام والمراقبة، منها 4 لجان في قطاع القاهرة وتقسم إلى لجان " أ" و"ب" و"د" وهى: لجنة النظام والمراقبة "أ" لقطاع القاهرة ومقرها مدرسة السينية الثانوية بنات بالسيدة زينب وهى تختص باستمارات مديريات الجيزة والفيوم وبنى سويف، والمدينة التعليمية بالسادس من أكتوبر.

ولجنة النظام والمراقبة "ب" لقطاع القاهرة أيضا ومقرها مدرسة الخديوية الثانوية بنين بشارع بورسعيد بالسيدة زينب، وتختص باستمارات إدارات "حدائق القبة والسيدة زينب وروض الفرج والساحل وشبرا والشرابية والزاوية والوايلى ومنشأة ناصر ووسط القاهرة وباب الشعرية وغرب القاهرة ومصر الجديدة والنزهة والمعادى وحلوان والتبين.

- أما اللجنة الثالثة فهى لجنة النظام والمراقبة "ج" لقطاع القاهرة ومقرها مدرسة الحلمية الإعدادية القديمة بجوار مدرسة الخديوية، وتختص باستمارات كل من الزيتون وعابدين والخليفة والمقطم ومصر القديمة والبساتين ودار السلام وشرق مدينة نصر، وغرب مدينة نصر، والصف وأطفيح ومحافظة المنوفية، ومحافظة البحر الأحمر.

واللجنة الرابعة هي لجنة النظام والمراقبة "د" لقطاع القاهرة ومقرها مدرسة شبرا الخيمة الفنية التجارية بنات التابعة لإدارة شبرا الخيمة، والتي تقع في 1 شارع منتزه محمد على أمام معهد التعاون الزراعى، وتختص بالاستمارات القادمة من إدارات عين شمس والمطرية والمرج والسلام ومحافظة القليوبية.

وإذا كانت لجان سير الامتحانات بحاجة إلى تأمين فحاجة الكنترولات إلى التأمين أشد، لأنها تضم مستقبل الطلاب، وأى محاولة لاقتحام أي كنترول، قد تؤدى إلى كارثة حقيقية، تضع الوزارة والنظام الحاكم كله في مأزق خطير.

الدخول إلى كنترول الخديوية يعد أمرا يسيرا في ظل حالة الغياب الأمنى التي رصدتها "فيتو"، بالرغم أن بروتوكول التعاون بين التربية والتعليم والداخلية ينص على أن يخصص 12 فرد شرطة لتأمين الكنترول، ويكون بينهم ضابط واحد على الأقل، وهو الأمر الذي كان غائبا عن كنترولات القاهرة قبل بدء الامتحان بساعات.

فكنترول الخديوية لم يتواجد فيه سوى المعلمين المنتدبين لتصحيح أوراق الإجابات، ومعهم عدد من المعلمين المنتدبين لتأمين الكنترول من الداخل، وذلك رغم إن كنترول الخديوية يعد أكبر كنترول من حيث المساحة، ومن حيث الأهمية في كنترولات قطاع القاهرة.

استطاعت "فيتو" الدخول إلى كنترول الخديوية الذي كانت أبوابه مفتوحة على مصراعيها، وتم اجتياز بوابة المدرسة، والفناء وصولا إلى البوابة الداخلية للمدرسة، حتى استوقفنا أحد المعلمين المنتدبين لتأمين الكنترول، عن سبب دخولنا هذه المدرسة، فكانت الحجة المعدة سلفا أن أخى هو أحد معلمى الثانوية العامة وجاءه أمر ندب لأعمال المراقبة بالثانوية العامة ولكنه مرض فجأة ولا يستطيع استكمال ندبه، وجئت أنا بخطاب ندبه لكى أقدم له اعتذارا حتى لا يوقع عليه جزاء، كان المعلم أكثر كرما، حيث دعانى إلى تناول كوب من الشاى والاستراحة من عناء المشوار، ووجهنى شاكرا إلى مقر تقديم الاعتذارات بلجنة الإدارة بمدرسة القصر العينى الثانوية بشارع صفية زغلول المتفرع من شارع القصر العينى، فما كان منى إلا أن شكرته وخرجت.

ورغم أن وزارة التربية والتعليم تحملت ما يقارب 25 مليون جنيه، دفعتها إلى الداخلية كنفقات تأمين لامتحانات الثانوية العامة، إلا أن كنترولات القاهرة شهدت حالة من الإهمال الأمنى الشديد؛ فلم يختلف الوضع كثيرا عند كنترول مدرسة السينية الثانوية بالسيدة زينب، حيث تواجد اثنان من جنود الأمن المركزى، عند مدخل الكنترول من ناحية البوابة الرئيسية للمدرسة.

في رحلة الدخول إلى كنترول "السينية" رددت نفس الحجة على جندى الأمن المركزى، والذي بدأ جليا أنه يرغب في مساعدتى، ولكنه يجهل ماذا يفعل، فتركنى ادخل الكنترول لأسأل المعلمين بالداخل، وكانت فرصة لتفقد عدد من الفصول التي تم تجهيزها لتكون أماكن لاستقبال أوراق الإجابة وتصحيحها.

الغريب أن ما رصدته عدسة "فيتو" داخل فصول المدرسة كان عبارة عن مناضد خشبية كبيرة عليها طبقة من التراب، وحولها عدد من الكراسى الحديدية، التي وضعت في غير نظام، وأحد الفصول كان مغلقا بقفل حديدى، وعليه لافتة ورقة توضح أنه أحد حجرات الكنترول.

في نفس الأثناء قررت مقارنة الوضع في كنترولات الثانوية العامة بالوضع في كنترولات الدبلومات الفنية، التي تشهد تصحيح إجابات طلاب الدبلومات، فانتقلت "فيتو" إلى مقر كنترول الدبلومات بمدرسة الحلمية الإعدادية بجوار محطة مترو الحلمية، والغريب أن كنترول الدبلومات الفنية كان أكثر نظاما من كنترولات الثانوية العامة، حيث تواجدت قوة من الشرطة من خمسة أفراد بينهم أمين شرطة وضابط، بالإضافة إلى أنهم لا يسمحون بدخول غير المعلمين الذين يحملون معهم خطاب الندب وبطاقة الرقم القومي.
الجريدة الرسمية