خريطة تجارة "أردوغان" الحرام في الشرق الأوسط.. سلاح ومخدرات وتهريب.. وشبكة "عائلية" لإدارة الأعمال القذرة
«ادعاءات كاذبة بالنزاهة والشرف يخفى ورائها تجارة مشبوهة في السلاح والتهريب والمخدرات».. من هنا يمكن المضى قدمًا للحديث عن الوجه الحقيقي للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ففى الوقت الذي لا يترك فيه «أردوغان» مناسبة واحدة تمر دون الحديث عن أعماله ومبادئه وطموحاته الطيبة لصناعة عالم أفضل، يتضح أن الرجل تحول إلى ما يمكن وصفه بـ«رئيس عصابة» يدير شبكة إجرامية تتكون من أقاربه ورجال يعتبرهم مصدر ثقة يعملون في المناصب التي يمكن من خلالها تسهيل تلك التجارة، ويتولون إدارة الأنشطة المشبوهة والتنسيق مع الأسواق التي تستهدفها تركيا بتجارتها الخبيثة، وترتكز على وجه الخصوص على الشرق الأوسط، في إطار خطة الرئيس التركي لإضعاف وتفكيك تلك الدول من أجل تحقيق أحلامه في إعادة سطوة الدولة العثمانية.
وكشفت وثائق عن تورط عدد من كبار قادة شرطة «أردوغان» مع منظمات تهريب المخدرات ونقل الهروين من إيران إلى دول أوروبية مثل إسبانيا وهولندا، وكذلك تصنيع الكبتاجون في مجمع صناعي بمنطقة توزلا بإسطنوبل ونقله إلى سوريا ودول الشرق الأوسط منذ عام 2009 وحتى وقتنا الحالى، عن طريق الوسيط السوري نذير كوجا، الذي مثل الوسيط الأهم في عمليات التهريب التركية إلى الشرق الأوسط، من خلال تسهيلات منقطعة النظير تلقاها المهربون عبر كبار جنرالات الشرطة، واستمر ذلك إلى أن تمكنت السلطات القضائية من ضبطهم.
الرئيس التركى يتدخل لإنقاذ جنرالات شرطة إسطنبول من فضيحة «الكبتاجون».... وبلال أردوغان يسهل عبور الأموال إلى أوروبا
وفي التفاصيل، جاء ضمن قادة الشرطة المتورطين نائب رئيس شرطة إسطنبول، المسئول عن وحدة مكافحة التهريب، والذي لم يكتف بالتسهيلات التي قدمها بل أسس شركة يديرها ابنه عملت على توفير المعدات والأدوات اللازمة لصناعة الكبتاجون، وذلك بحسب الوثائق التي نشرها موقع «نورديك مونيتور»، حيث تمت الاستعانة بمهندس يدعى حسين رضا إيشيك، كان مسئولا عن الجوانب التقنية لإنتاج المخدرات، وأشرف على إعدادها، رغم أنه عمل خبيرا في المخدرات بقسم مكافحة المخدرات في شرطة إسطنبول.
المثير هنا، أنه ومع إعلان فتح التحقيقات في قضايا فساد كبار رجال الشرطة هؤلاء، تم إخفاء الأدلة التي يمكن أن تدينهم، وبحسب «نورديك مونيتور»، فإن أوامر سيادية جاءت من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بضرورة إخفاء تلك المستندات والتعامل مع القضية في إطار من السرية دون إعلان شيء أمام الرأي العام، الأمر الذي أدى إلى حصول غالبية المتورطين في تلك القضايا على أحكام متتالية بالبراءة، وضبط أطنان من مادة الأمفيتامين، ومصادرة نحو 200 مليون حبة كبتاجون تبلغ قيمتها نحو ملياري ليرة تركية، الأمر الذي يفسر إلى حد ما انتشار كميات كبيرة من حبوب الكبتاجون في الدول العربية خلال السنوات الماضية.
المثير هنا أن «أردوغان» لم يكتف بالتستر على مهربي المخدرات الذين يعملون فيما يبدو وفقًا لهواه، لكنه عمد إلى حماية شركات السلاح التي حققت أرباحا بالمليارات من جراء بيع الأسلحة للمليشيات في ليبيا بتمويل من قطر، وتهربه من الرد على الاستفسارات التي أطلقها مجموعة من الخبراء بالأمم المتحدة، حول تهريب الأسلحة إلى ليبيا، ولعل أكبر الشركات التي نالت نصيب الأسد من عمليات بيع وتهريب الأسلحة شركة تدعى «أوريكا نيترو»، والتي تخصصت في توفير المواد المتفجرة التي تطلبها المليشيات.
وخلال الأيام الماضية حاول «أردوغان» التسلل عبر تونس لتهريب السلاح إلى ليبيا، لكن الداخلية التونسية نجحت في ضبط شحنة الأسلحة التركية قبل تهريبها على متن سيارة نقل بجنوب تونس، كما صاحب ذلك إعلان تونس رفضها التام لطلب الجيش التركي إجراء عمليات إنزال للجنود عبر الحدود التونسية الليبية، وهو ما أجهض محاولات «أردوغان» المتواصلة لإقحام تونس في دعم العمليات المشبهوة التي تسعى تركيا لتنفيذها في ليبيا من أجل معاونة مليشيات طرابلس في حربها ضد الجيش الوطني الليبي.
وثائق سرية تفضح صفقات «ابن الديكتاتور» مع «دواعش سوريا» وقيادات «تل أبيب».. ومليارات الدولارات حصيلة حماية «أسلحة الإرهاب»
ولممارسة جميع الأنشطة سالفة الذكر وتسهيلها لاعتمادها على التهريب، كان لا بد لـ«أردوغان» من الاعتماد على شركات نقل بحري تساعده في نشر ونقل فساده بالمنطقة، وفي سبيل ذلك ساعد ابنه «بلال» على تأسيس شركة للنقل البحري، ومنحه الحماية اللازمة والحصانة التي تبعده عن أي مساءلة وتجعله يمارس أعماله المشبوهة بعيدا عن الأعين، وذلك بتوجيهات مباشرة منه للمدعي العام، وهو ما مكنه من الخوض في صفقات سرية ارتبطت بتنظيمات إرهابية كان آخرها تنظيم «داعش» الإرهابي وعناصر تابعة لـ«جبهة النصرة» في سوريا، عبر التنسيق معه من أجل بيع النفط في المناطق التي كان يسيطر عليها، وحقق من وراء ذلك أرباح تقدر بالمليارات، بحسب الصحف التركية المعارضة.
وواجه نجل أردوغان اتهامات أيضا بغسيل الأموال في دول مثل إيطاليا، بعدما رصد أحد رجال الأعمال الأتراك المعارضين عمليات نقل الأموال السوداء بأرقام كبيرة للغاية إلى إيطاليا، من أجل الحفاظ على الثروات الضخمة التي يحققها بعيدا في حال تغيرت الأوضاع هناك وانقلب السحر على الساحر، وزعم آنذاك أنه يخطط للاستقرار في إيطاليا من أجل التحضير لإعداد رسالة الدكتوراة، في الوقت الذي ظهرت فيه وثائق تؤكد تورطه في صفقات مشبوهة أيضا مع إسرائيل، وتأكيد وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس، بشأن الأرباح الضخمة التي يحققها أردوغان وأقاربه من وراء صفقاتهم مع إسرائيل، في ظل التصريحات الإعلامية التي يطلقها أردوغان ضد إسرائيل ويخفي وراءها علاقات سرية معها.
نقلا عن العدد الورقي