رئيس التحرير
عصام كامل

"وورلد تربيون": المظاهرات ضد إسرائيل سلاح الإخوان لمواجهة غضب المصريين..الجماعة تجاهلت العملية العسكرية ضد غزة.. ولا تجرؤ على إعلان الحرب على الكيان الصهيوني

الرئيس محمد مرسي
الرئيس محمد مرسي

قالت صحيفة "وورلد تربيون" الأمريكية: إن الحل العسكري هوغالبًا ما يكون الخيار الأفضل لنظام مستبد مر بالفشل الذريع.

وأضافت الصحيفة الأمريكية على موقعها الإلكتروني أمس الجمعة: "شعب يريد تدمير إسرائيل" كانت هذه الشعارات والهتافات المتكررة، في أول مظاهرة حاشدة ضد إسرائيل، التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين، بعد تولي الرئيس "محمد مرسي" الحكم في مصر، وهتف الآلاف من الناس ضد إسرائيل في مظاهرة ضخمة بالجامع الأزهر - المعقل الروحي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، على حسب وصف الصحيفة- ومر هذا الحدث مرور الكرام دون أن تعلق عليه كثيرًا وسائل الإعلام الأمريكية.


وتابعت "وورلد تربيون" أنه على الرغم من أن تبريرات المسئولين لهذه المظاهرة هو اعتقال مفتي القدس في إسرائيل وشن الجيش الإسرائيلي غارة جوية في سوريا، إلا أنه كان من المتوقع أن يكون أي حدث طفيف آخر هو المحرك لتلك التظاهرات.

وأضافت أن زعماء جماعة الإخوان المسلمين لم يخفوا أبدا الكراهية تجاه إسرائيل، وقد دعا المرشد العام للإخوان المسلمين "محمد بديع" إلى الجهاد ضد "الصهاينة"، كما دعا صفوت حجازي لاستعادة "الخلافة" وجعل عاصمتها القدس الشريف، ومرسي، نفسه، أطلق على اليهود وصف "أحفاد القردة والخنازير".

وتابعت الصحيفة أن الإخوان المسلمين كانوا حذرين للغاية ولم يتعجلوا لتحريض الجماهير على الغضب ضد إسرائيل حتى خلال العملية الإسرائيلية الأخيرة في غزة، في شهر نوفمبر الماضى وقصف قاعدة سرية تابعة لنظام الأسد، الذي انتقده مرسي بلا رحمة، وتساءلت "وورلد تربيون" ما سبب الغضب ضد إسرائيل الآن؟

وقالت الصحيفة الأمريكية: إن الوضع الحالي في مصر كارثي، ووفقا لتقرير شهر فبراير من البنك المركزي المصري بلغ احتياطي النقد الأجنبي للبلاد 13.6 مليار دولار، مسجلا أدنى مستوى له منذ سقوط مبارك، والذي وصل الاحتياطي النقدي في عهده 36 مليار دولار.

وأدت الفوضى والهجمات من "الجهاديين" في سيناء إلى انخفاض حاد في السياحة، وبالتالي عائدات السياحة وتعطل إمدادات الغاز إلى إسرائيل والأردن - مصدر آخر من عائدات النقد الأجنبي، ويعيش ما يقرب من نصف السكان تحت خط الفقر، مع دولارين في اليوم للشخص، بالإضافة إلى مشاكل المصريين من نقص منتظم في المياه والكهرباء. والتصنيف الائتماني الدولي لمصر انخفض بشكل عميق، والمستثمرين الأجانب لا يرغبون في الاستثمار في مصر.

ولذلك كان من الأسهل تلاعب الإخوان المسلمين بالشعب، وجاهليته الدينية، والتي كانت نفس الطريقة التي وصل بها إلى السلطة، فضلًا عن النهوض بالاقتصاد، وتنميته.

واهتزت مصر من خلال احتجاجات حاشدة، للقضاة، الذين رفضوا الانصياع لسيطرة الإخوان، كما تستجدي الجماعة المعونات من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، بجانب قطر وألمانيا، ولكن أيا من هذه البلدان قادرة على إطعام 90 مليون من الأفواه الجائعة، كما أن صندوق النقد الدولي على استعداد لتقديم الائتمان من 4.8 مليارات دولار، ولكن مع تدابير التقشف المشروط: زيادة الضرائب وخفض الدعم على الخبز. هذا يمكن أن يؤدي إلى احتجاجات واسعة والإخوان المسلمين ليسوا مستعدين بعد للانتحار.

وقالت الصحيفة الأمريكية "وورلد تربيون": إن الإخوان المسلمين لم يكن لديهم سوى خيارين لهذا الوضع المتأزم، أولًا وهو الحل التقليدي: إطلاق العنان لاستياء الحشود والجماهير تجاه "الصهاينة"، وبالتالي تخفيف الضغط على حكومتهم، وهذا الحل شائع للغاية، ويستخدم باستمرار في العالم العربي (حتى مبارك المخلوع استخدم هذه الاستراتيجية).

ومع ذلك، هناك تفسير آخر. وهو أن "الإخوان المسلمين" لن يجرؤوا على خوض الحرب مع إسرائيل، لأنه أولًا وأخيرًا فرصة مصر ضئيلة للفوز في حرب إلكترونية عالمية هذه الفترة.

والحل الثاني، هو يمكن إلغاء اتفاق السلام بسبب إنهاء إمدادات الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية، وأخيرًا الحرب من شأنها أن تؤدي إلى إغلاق قناة السويس والتي تعد المصدر الرئيسي للدخل القومي لمصر، ونهاية كاملة للسياحة. والمنطقة الصناعية المؤهلة، بالإضافة إلى تعليق تصدير القطن المعفى من الرسوم الجمركية إلى الولايات المتحدة، وإسرائيل.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن كل هذه الدعوات للحرب ضد إسرائيل، من شأنه أن يشعل حربًا بالمنطقة، ولكن التردد الإسرائيلي يعني نصرا لا يمكن لمصر إنكاره.
وفي حال بدأت الحرب فإن الإدارة الأمريكية عاجزة عن فعل أي شيء ما عدا الدعوة إلى السلام وعقد الصفقات خلف الكواليس. أوباما لم يفعل أي شيء لإنقاذ السفير الأمريكي في ليبيا الذي أعدم من قبل "الجهاديين".
الجريدة الرسمية