حكم الاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة
يعد حكم الاحتفال بالمناسبات المختلفة أحد أبرز الموضوعات التى تشهد جدلًا كبيرًا فى الأوساط الدينية خاصة مع قرب الاحتفال بأي مناسبة دينية، ومن الأسئلة التى ترد فى هذا الشأن هو "ما حكم الاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة؛ كالهجرة النبوية الشريفة، وليلة القدر، والإسراء والمعراج، والمولد النبوي الشريف... إلخ".
وفى الغالب تكون تلك الاحتفالات من خلال اجتماع نخبة من المشايخ والعلماء لإلقاء بعض المحاضرات الدينية لهذه المناسبات، والاستماع إلى الابتهالات الدينية، وعمل زينات بالأنوار، وتوزيع بعض المشروبات والحلويات؟
ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء أن الاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة أمر مرغب فيه شرعًا؛ حيث ورد الشرع الشريف بالأمر بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله عز وجل: "وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ"، وجاءت السنة الشريفة بذلك.
حكم الشرع فى شفط عدد من الأجنة لاستمرار الحمل
وأشارت الدار أنه ورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع ويقول: "ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ"، وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ: "مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟" فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ أَنْجَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
وانتهت الدار إلى القول بأن الاحتفال بالمناسبات الدينية على الصورة المذكورة أمر مشروع لا كراهة فيه ولا ابتداع، بل هو من تعظيم شعائر الله تعالى: "وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ".