هل يجوز إجهاض الجنين لخطورة الحمل على صحة الأم.. تعرف على رأي الشرع
حرصت الشريعة على الحفاظ على حياة أفرادها ودفع أي ضرر يؤدي إلى هدم حياة الإنسان، ومن الأسئلة التي وردت في هذا الشأن هي "ما حكم إجهاض الجنين المشوه إذا كان في استمرار الحمل خطر على حياة الأم أو صحتها ؟".
ومن جانها أوضحت دار الإفتاء أن المختار للفتوى أنه يحرم الإجهاض مطلقًا؛ سواء قبل نفخ الروح أو بعده، إلَّا لضرورة شرعية؛ بأن يقرر الطبيب المعتمد من جهة رسمية أن بقاء الجنين في بطن أمه فيه خطر على حياتها أو صحتها، فحينئذٍ يجوز إسقاطه؛ مراعاةً لحياة الأم وصحتها المستقرة، وتغليبًا لها على حياة الجنين غير المستقرة.
حكم قبول هدية من اختلط ماله الحلال بالحرام
ومن الأسئلة التي ترد في هذا الشان أيضًا هو "أجريت عملية إجهاض ولم ينزل دم فهل علي غسل؟".
ومن جانبها أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أنه لا يجوز إجهاض إلا إذا أقر فريق من الأطباء الموثوقين بخطورة على الأم، مشيرًة إلى أنه إذا جاز الإجهاض شرعًا وكان الجنين مخلقًا، فالأصل في الدم الذي يخرج بعده أنه دم نفاس، تترك من أجله الصلاة والصوم والجماع، ثم تقضي الصوم المفروض ولا تقضي الصلاة.
وأوضحت اللجنة أنه إذا جاز الإجهاض شرعًا وكان الجنين مخلقًا ولم تر المرأة دمًا فالراجح من أقوال أهل العلم أنه لا غسل عليها؛ لتعلق النفاس بالدم -ولم يوجد- وإنما عليها الوضوء للرطوبة، وإن كان الأفضل أن تغتسل احتياطًا لعدم خلوه "الإجهاض أو الولادة" عن قليل دم غالبًا، وإعمالا للقاعدة "الشيء إذا غلب وجوده جعل كالموجود حقيقة وإن لم يوجد".
وانتهت اللجنة إلى القول بأنه متى ولدت المرأة أو أجهضت كان الدم بعد الولادة أو الإجهاض نفاسًا، ومتى انقطع ورأت القصة البيضاء وجب عليها الغسل، ولزمها ما يلزم الطاهرات وإن قلت فترة نزول الدم بأن كانت يومًا أو ساعة إذ لا حد لأقل النفاس.