رئيس التحرير
عصام كامل

دعت ربها أن يجمعها بوالدها المتوفى.. حكاية نورا كمال ضحية حادث أطباء المنيا

نورا كمال
نورا كمال

«أنا اشتقت لصوت أبويا وهو بيرن يطمن عليا.. اشتقت لحنيته عليا وضحكته وابتسامته.. اشتقت لكلامه .. يارب اجمعني بيه» كان هذا ما دونته الطبية المتوفاة اليوم الجمعة، نورا كمال عبد اللطيف، متأثرة بإصابتها إثر حادث طبيبات المنيا بالكريمات، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الخاص بها. 

 

كانت ابنة قرية دير سمالوط شمالي المنيا عاشقة لوالدها الذي توفاه الله تعالى في الخامس عشر من شهر مايو عام 2019 أي قبل وفاتها بثماني أشهر.

 عروس في الجنة.. قصة الطبيبة سماح نبيل المتوفاة في حادث الكريمات| صور

وبين الحين والآخر كانت تعبر من خلال تدوينات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عبارات حزينة تدل على مدى ارتباطها بوالدها، وكانت دوماً تدعوا الله أن يجمعها به من بينها «مكنتش مصدقة انه ميت أصلا.. وإنه مش هيقوم ويحس بيا وانا ببوس جبينه..عمر الصورة دي ما هتفارقني ياحبيبي ولا هتروح من بالي». 

 

21 نوفمبر لعام 1992 هو التاريخ المدون في شهادة ميلاد الطبيبة نورا كامل، ودون تاريخ اليوم شهادة وفاتها بعد أن بلغت سبعا وعشرين عاما، فقد تخرجت من كلية الطب جامعة المنيا وعلى حسب المعلومات التي حصلنا عليها تلقت تدريبها في مستشفى المنيا الجامعي، لم تشغلها فكرة الارتباط فقد توفيت وهي عزباء غير متزوجة. 

 

كانت ترقد بالعناية المركزة تصارع الموت، وقبل وفاتها امتلأت صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ببوستات من زملائها وأصدقائها يدعون لها بالشفاء العاجل وكان منها: "يارب تقومي بالسلامه يانورا.. يارب معجزة.. يارب تشفيها وترجعها لينا.. يارب نسألك باسمك الشافي أن تشفيها.. ياقادر على كل شيء ردها إلينا يارب".

 

وقال شقيقها محمود كمال: إن "نورا" كانت تعاني من نزيف، وكسر في الفخد، وأنه عقب مرور ساعات على سفرها برفقة زميلاتها لحضور تدريب خاصة بحملة سرطان الثدي بالقاهرة، علموا بالواقعة من خلال صفحات "الفيس بوك"، وعلى الفور توجه إلى المستشفى ووجدها في حالة نزيف جرت السيطرة عليه.

 

“أدينا صاحيين الفجر رايحين نحضر مؤتمر حملة صحة المرأة، علشان الوزارة تكون مبسوطة، ودا إيمانا منا بأهمية المؤتمر مش علشان خايفين ينقلونا بره الإدارة الصحية، المؤتمر لازم يتعمل في القاهرة، اللهم أنت الصاحب في السفر" آخر بوست كتبته الدكتورة نورا كمال أثناء استقلالها سيارة ميكروباص من المنيا متجهة إلى القاهرة لحضور تدريب. 

 

وتوفيت 3 طبيبات، وأصيب 11 آخرين من أبناء المنيا، الأربعاء الماضي، في حادث تصادم سيارتين، عند مدخل بوابة الكريمات على طريق الجيش بزمام محافظة الجيزة والمتوفين والمصابين كانوا في طريقهم لحضور دورة تدريبية بالمعهد القومي للتدريب التابع لوزارة الصحة، واصطدمت سيارتهم بأخرى.

 

وكانت نقابة أطباء المنيا قد أصدرت أمس الخميس بيانا بشأن الحادث الأليم أدانت فيه بشدة وببالغ الغضب سياسة وزارة الصحة في الطريقة المتبعة في تنفيذ هذا النوع من المأموريات وما قيل عن التهديد بشأن تنفيذها.

وقرر مجلس النقابة، تقديم بلاغ للنائب العام للتحقيق مع كل المتسببين في هذه المأساة وتكليف المستشار القانوني للنقابة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، والتواصل مع نواب البرلمان لعمل استجواب عاجل للدكتورة وزيرة الصحة بشأن الحادث، مطالبة الدولة بمعاملة الضحايا وأسرهم معاملة الشهداء مادياً وأدبياً، والمطالبة باعتبار كل الحالات إصابة عمل، وتقديم الدعم المادي والمعنوي من كل من نقابة الأطباء واتحاد المهن الطبية للضحايا، والمطالبة بإنهاء المركزية لهذه الدورات وإقامة مركز تدريب بالمحافظة مع ضرورة التواصل والتنسيق مع النقابة في كل ما يتعلق بأنشطة المديرية التي تخص الأطباء.

 

وكذا مطالبة وزارة الصحة بعمل تعاقدات مع هيئة السكة الحديد على غرار الهيئات الأخرى، وتكليف أعضاء المجلس بالانتقال لمتابعة حالة الطبيبات المصابات يومياً، وأن المجلس في انعقاد دائم لمتابعة تنفيذ القرارات السابقة.

الجريدة الرسمية