رئيس التحرير
عصام كامل

الربيع يمكن أن يكون أيضًا تركيًا


قبل أن ينتهي ربيع هذا العام لفحت نسماته الحارقة ساحة تقسيم في إسطنبول حاضرة (الخلافة الإسطنبولية) التي توهم أردوغانها، دجالها، يوما ما، أنه أصبح قاب قوسين أو أدنى من استلام ولاية العالم العربي من حلفائها في أمريكا وإسرائيل.

كانت الخطة الصهيو أمريكية تقضي باستكمال إسقاط المحور الممتد من تونس وحتى حلب وتسليمه لولاة صغار يعملون تحت إمرة والي الولاة الباشبيكان البهلوان أردوغان وتوابعه قفة الأول والثاني والثالث (محرر القدس)، والمهم أن تتم عملية الإخلاء والتسكين سريعا قبل أن تفيق الشعوب المخدوعة من نشوة ربع أو نصف الانتصار الذي حققته والمتمثل في إسقاط الفراعين الكبار واستبدالهم بميني فراعين يملأون أقل من ربع الكرسي لتبقى الساحة خالية لأردوغان البهلوان يصول ويجول (ولا يجري عليه كما جرى على غيره الأفول والمُحُول).
استخدم الصهاينة والأمريكان هالة البريق الزائف التي أحيط بها هذا الأفاق حتى لقد رأينا قبل عامين كيف أن بعض الأفندية المحترمين وفي إطار تنافسهم على كرسي الميني فرعون، وهم يتقاتلون على لقب (الأردوغان) وكأن عبقريته ونبوغه كانا حقيقة مسلمة ومن يفوز باللقب ويربح المليون!!، ويالخيبة وهزال عقول الرجال ولا رجال عقول الأطفال وحلوم ربات الحجال!!.
من الواضح أن حالة من الغرور والسفه قد استولت على بقية عقل الرجل، فكان أن اندفع في مغامرات قاتلة ومميتة في كل اتجاه.
في العراق امتدت أصابعه القذرة لتأجيج الفتنة بين أبناء الشعب الواحد ورعاية تنظيم القاعدة وإيوائه للقاتل المدان طارق الهاشمي.
في سوريا تحولت تركيا إلى معبر ومقر لإرهابيي القاعدة يمرون منه ومعهم أطنان من الأسلحة الفتاكة التي تقتل السوريين كل يوم بالآلاف.
أما أعجوبته الكبرى فهو ذلك القزم المسمى داود أوغلو الذي حاول البعض في مصر تنصيبه مفكرا كبيرا ومنظرا لأمة لا إله إلا الله، في حين أنه مجرد قزم وهابي وأحد منظري الإرهاب في عالمنا المنكوب بأصحاب الوجوه المتعددة وهم الذين أنزلوا بنا هذا الكم من المصائب والويلات.
الغضب الشعبي العارم الذي تفجر أخيرا في تركيا يكشف عن بؤس منظري الجماعة الإخوانية وانعدام قدرتهم ليس فقط على استشراف المستقبل بل على تجاهل مطلق للمجتمع والدنيا من حولهم. لقد وقع الشرخ الأكبر في النموذج الملهم للإخوان المسلمين أو بمعنى أدق قاطرة المشروع الإخواني في المنطقة والعالم برمته الذي تنذر أحداث الربيع التركي بتعطيله نهائيا.
لنصبر ونرى أي منقلب ينقلب الظالمون.
الجريدة الرسمية