"انهيار السفارى".. أزمة جديدة تطرق أبواب السياحة المصرية.. وغلق المطارات وعدم وجود حوافز للشركات سبب التراجع
خمس سنوات مرت على كارثة سقوط طائرة روسية من نوع إيرباص إيه 321، في رحلتها رقم (9268) وهي في طريقها من منتجع شرم الشيخ إلى سان بطرسبورج، روسيا، وعلى متنها 224 راكبًا، ولا تزال السياحة المصرية تعانى، فرغم الجهود التي تبذلها القيادة السياسية، طوال السنوات الماضية لإعادة الأمور إلى نصابها الحقيقي، ونجاحها في زحزحة القطاع السياحى من نقطة «الركود» ووضعه على بداية طريق الانتعاش.
إلا أن قائمة الخسائر لا تزال متواجدة، لا سيما في بعض أنواع السياحة المصرية، وأبرزها سياحة السفارى، التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى على إعلان وفاتها، ورفع اسم مصر من خريطتها بلا رجعة.
السفاري
محافظة الوادى الجديد، واحدة من أبرز الأماكن التي كانت تستضيف الآلاف من محبى سياحة السفارى، بدءًا من شهر نوفمبر، وحتى أبريل، من الباحثين عن الترحال وسط رمال الصحراء والباحثين عن السياحة العلاجية والاستشفائية من خلال الدفن في الرمال أو الاستجمام في حمامات المياه الكبريتية الساخنة.
لا سيما وأن المحافظة تمتلك منفردة أكثر من 140 مزارا أثريا وسياحيا، غالبية هذه الأماكن مدرجة على الخريطة الدولية، ويتصدرها الصحراء البيضاء ومحمية الجلف الكبير وكهف جارة وغيرها من المناطق السياحية الأخرى التي يعرفها وتقصدها مختلف الجنسيات الأجنبية من جميع أنحاء العالم.
المحميات الطبيعية
أحمد عبد التواب، من العاملين في مجال سياحة السفاري بالوادي الجديد، قال إن «الواحات كانت قبل خمس سنوات تستقبل آلاف السياح سنويا مع بداية كل موسم شتوى من الباحثين عن المتعة والاستشفاء والترحال، وأغلب الوفود السياحية كان يتم استقبالها بواحات الفرافرة والداخلة والخارجة، وذلك نظرا لوجود العديد من المحميات الطبيعية والآبار الكبريتية الساخنة وغيرهما من الفنادق البيئة، والتي كانت لا تخلو من حجوزات السياح طوال العام وخاصة في الموسم الشتوى.
وهناك العديد من الأماكن السياحية في الوادى الجديد مدرجة على خريطة السياحة الدولية، كما أن هناك عددا من الفنادق مصنفة من أفضل المنشآت البيئية حول العالم.
وأضاف: حال سياحة السفارى بالواحات تبدل كثيرا بعد الانتكاسات التي طالت السياحة المصرية في الخمس سنوات الأخيرة، فرغم عودة السياح مرة أخرى إلى مختلف أنحاء الجمهورية، إلا أن سياحة السفارى تراجعت بشكل كبير للغاية ولم تسترد مكانتها الطبيعية وذلك بسبب إهمال الدولة لها والاهتمام بالسياحة الأثرية والساحلية على حساب سياحة السفاري وتهميش الواحات.
هذا فضلًا عن عدم وضع خطة شاملة حقيقية تتضمن النهوض بسياحة السفارى مرة أخرى، وغالبية العاملين في مجال السياحية في الوادى الجديد اضطروا لترك عملهم منذ فترة كبيرة بسبب الأحوال السيئة التي مروا بها وظروف الحياة الصعبة، والبقية تخلت عن عملها الأساسى في تنظيم الرحلات الداخلية واتجهت لتنظيم الرحلات الأخرى من الوادى الجديد إلى المحافظات الساحلية والأثرية في فصل الصيف وذلك حتى لا يضطرون لإغلاق الشركات الخاصة بهم على أمل أن تعود السياحة مرة أخرى.
الترويج
في نفس السياق قال محمد سليمان، مدير أحد الفنادق السياحية بواحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد: لا بد أن تبذل وزارة السياحة والآثار جهدا أكبر للترويج لسياحة السفاري مرة أخرى وضمان عودة الواحات إلى مكانها الطبيعي وسط العالم كواحدة من المناطق الرائدة في هذا النوع من السياحة، كما يجب على الدولة أولًا تشغيل المطارات المغلقة وإنشاء مطارات جديدة خاصة بواحتى الفرافرة والداخلة لاختصار المسافات وتشجيع السياح للقدوم للواحات خاصة أنها تبعد عن القاهرة 9 ساعات، ولا يمكن القدوم إليها إلا عن طريق المواصلات البرية المحفوفة بالمخاطر نظرا لسوء حالة الطرق.
كما يجب على الدولة بذل جهد كبير لعودة رالي تحدى عبور مصر ورالي السيارات الدولى الذي كان يمر كل عام في صحارى الواحات ويشارك فيه متسابقون من أنحاء العالم والذي فقدته الواحات منذ فترة كبيرة وفشلت في عودته مرة أخرى ويعتبر فرصة ترويجية كبيرة لأنه يحظى بتغطية إعلامية دولية.
كما أن هناك العديد من الأماكن السياحية البيئية المهمة والمغلقة دون داع منذ فترة ومحظور زيارتها بدون أسباب، ويجب أيضا إعطاء تسهيلات لإنشاء الشركات السياحية بالواحات وإعطائها حوافز باستمرار ودعوة القنوات ووسائل الإعلام الأجنبية والعربية لتقديم تقارير عن سياحة السفاري والسياحة البيئية والترويج للمعالم الأثرية.
أفلام تسجيلية
على الجانب الآخر قال خالد حسن، مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بمحافظة الوادي الجديد: المحافظة بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية تبذل جهودا كبيرة لعودة السياحة مرة أخرى للمحافظة، وهذه الجهود تتمثل في تجهيز أفلام تسجيلية عن المقومات الطبيعية للواحات، بالإضافة إلى مخاطبة السفارات والقنصليات الأجنبية لدعوة رعاياها لزيارة الوادى الجديد، كما تم الاتفاق مع وزارة الشباب والرياضة لتسيير أفواج شبابية خلال كل موسم شتوى تحت شعار«اعرف بلدك».
وتابع: تم توجيه الدعوات للجامعات الخاصة والحكومية والأجنبية لوضع الواحات ضمن برنامج الرحلات الطلابية الخاصة بها، وتم الاتفاق مع إحدى الشركات الكبرى المتخصصة في مجال السياحة للترويج للوادى الجديد والمعالم السياحية والأثرية الخاصة بها، وتسيير رحلات إليها باستمرار، كما أن المحافظة تعمل أيضا على تنظيم عدد من الملتقيات الشبابية والمهرجانات الدولية والعربية بهدف الترويج والدعاية.
نقلًا عن العدد الورقي...