يحيى حقي يكتب: "المومس الفاضلة" حظها سيئ
التقت مجلة الكواكب عام 1959 بالكاتب الأديب يحيى حقى “ولد فى مثل هذا اليوم عام 1905 ورحل عام 1992” وكان مستشارا فنيا لدار الكتب بمناسبة اعلان انتهائه من كتابة مذكراته السياسية والادبية بصفته ديبلوماسيا سابقا.
سألته الكواكب آخر فيلم عربى شاهدته؟ قال: فيلم بين الأطلال الذى أخرجه عز الدين ذو الفقار وقامت فاتن حمامة وعماد حمدى ببطولته وقد نجح نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا لأن مستويات السيناريو والإخراج والحوار كانت متقاربة لا نفور فيها.
سألته الكواكب وهل بكيت وأنت تشاهده؟
قال: لا طبعا وإن كنت كثيرا ما أبكى وأنا أشاهد بعض الافلام، أبكى عندما أشاهد عاطفة وفاء نبيلة أو تضحية حب كبيرة تهزنى هذه المناظر فأبكى.
سألته الكواكب وما آخر فيلم أجنبى؟
قال: فيلم الدوامة الذى أخرجه الفريد هتشكوك وقام ببطولته كيم نوفاك وهى فى نظرى أحسن من تمثل أدوار الأنثى المنحلة، أما الفيلم نفسه فهو فى مستوى كل الأفلام السابقة التى أخرجها الفريد هتشكوك، ناجح من حيث التصوير وتعليق المتفرجين.
سألته الكواكب: بالنسبة للمسرح هل تشاهد عروضه وما رأيك فى المترجم منها؟
قال: شاهدت أغلب عروض المسرح فى مصر ما عدا عروض مسرح العرائس، وآخر مسرحية شاهدتها كانت "المومس الفاضلة" التى ألفها جان بول سارتر وهذه المسرحية بالذات كانت سيئة الحظ عند عرضها على الجمهور رغم أن فرقة المسرح القومى قدمتها فى أحسن صورها وبذلت سميحة أيوب بطلة المسرحية جهدا جعلها تقف فى مستوى واحد مع كبار الممثلات فى أوروبا.
وهل أعجبتك ترجمة المسرحية؟
قال: الترجمة عموما ثقيلة على الأذن عند سماعها ولكن نجاح التمثيل والإخراج يخفف من هذا الثقل.
سألته الكواكب ماذا تقرأ الآن ؟
أقرأ بالإنجليزية والفرنسية والعربية وأنا أفضل الأدب والتاريخ على ما عداهما ، وأدخر كتابا قرأته نينو كروكر لتوماس مان، وكم أود أن تترجم كل مؤلفات توماس مان إلى العربية، لقد بلغ الذروة فى الفكر وله قوة خارقة على الوصف والتحليل، وقد بدأت فعلا فى ترجمة القصة المشهورة بيبو كروكر التى ألفها توماس مان وسأنتهى منها بعد شهرين على الأقل لأنى لست متفرغا للترجمة بل إننى أقرأ قصة الدكتور زيفاجو التى الفها بانسترناك أيضا.
وما رأيك فى المؤلف؟
وزيرة الثقافة ورئيس الأوبرا يكرمان علي الحجار.. والفنان يبدع بفاصل غنائي | صور
قال: إنه بارع فى الوصف والتحليل إلا أن أسلوبه مع الأسف ليس فى مستوى واحد فهو خطابى يبلغ حد الكتابة الصبيانية أحيانا وأحيانا متزن عميق.
سألته الكواكب: هل تستمع إلى الإذاعة؟
قال: قليلا جدا وأن استمعت إليها أفضل البرنامج الثانى.
سألته: والسبب؟
قال كبقية العواجيز فأنا عندى أربعة وخمسون عاما وثلاثة أشهر.. يعنى عجوز.