"وين فلسطين"
صرخ بها الصحفي الفلسطيني في الحاضرين مؤنبًا، فقد عتب على القائمين على ملتقى المدافعين عن حرية الإعلام الذي انعقد الشهر الماضي في الأردن، في أنهم لم يضعوا أولوية للانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون من الاحتلال، ومن السلطة في رام الله والثانية في غزة.
فنحن بلد محتل هل نسيتم؟!
ذات الصرخة رددها البعض في المؤتمر الذي شهدته الدوحة تحت عنوان تطوير آليات حقوق الإنسان في الجامعة العربية. بل وأكد بعض الأصدقاء الفلسطينيين في الأردن وفي الدوحة وفي العديد من المنتديات العربية أن الاهتمام بالقضية الفلسطينية قد تراجع في أعقاب الثورات العربية.
يبدو هذا صحيحًا. بل وفي الحالة المصرية على سبيل المثال تتحول حركة حماس من كونها رمزًا مقدسًا للمقاومة ضد "العدو الصهيوني"، إلى مخرب لا يتورع عن القيام بعمليات إرهابية وداعم للتنظيم السري للإخوان. بل وأصبح أمرًا عاديًا أن يتم انتقادها علنًا، بل ورفض دعمها بالبنزين وغيره " إللى يعوزه البيت يحرم على الجامع". بل وقال قيادي حقوقي في اجتماع مغلق بالعاصمة الأردنية، "النظام السعودي لا يقل خطرًا على حرية الرأي والتعبير عن إسرائيل".
ربما أيضًا يكون أحد الأسباب في تراجع الاهتمام بالشأن الفلسطيني هو تصاعد الاهتمام بالشأن السوري. هو بدون شك أكثر فظاعة وبشاعة من أي انتهاكات أخرى في العالم العربي، بما فيها الصومال.
ناهيك عن ما هو أهم في رأيي وهو أن أحد المشاكل الكبرى للقضية الفلسطينية هي تحويلها إلى شأن عربي، بمعنى أنها ليست قضية تخص الفلسطينيين أولًا، وتبحث عن داعمين عرب وغير عرب. فالحقيقة أن هذا أفسدها وجعلها ساحة للصراع العربي، بل ودعني أقول للصراع الدولي.
وتمت المتاجرة بها من قبل أنظمة حكم عربية كانت تدعم فصيلًا ضد فصيل. وتتاجر على شعوبها بالقضية، في حين أنها لم توجه رصاصة واحدة ضد إسرائيل، منها على سبيل المثال صدام والقذافي والأسد الابن والأب.
لذلك ربما يكون التراجع العربي في الاهتمام بالقضية الفلسطينية مفيدًا، لتعود مرة أخرى وبالكامل قضية فلسطينية معني بها الفلسطينيون أولًا وثانيًا وثالثًا وأخيرًا. فربما ساعتها تجد طريقًا صحيحًا للوصول إلى دولة فلسطينية.