الجيش التركى يتولى تدريبهم.. حكاية مرتزقة فرقة «عمر المختار» لدعم السراج
بين الحين والآخر يصرح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بأن بلاده سوف ترسل قوات عسكرية إلى ليبيا لحماية ما أسماه "الحكومة الشرعية" فى إشارة إلى شريكه فى التفاهمات فايز السراج.
آلاف وعشرات هكذا تتضارب تصريحات أردوغان ورموز نظامه حول عدد القوات التركية المزعم إرسالها إلى ليبيا
لكن فى حقيقة الأمر وحسب جميع التحليلات، فإن أردوغان لن يقوم سوى بإرسال مجموعة من المستشارين وعناصر الاستخبارات، بهدف رسم الخطط العسكرية وتحديد محاور القتال لميليشيات مرتزقة تضحى برقابها مقابل الدولارات.
وبعد أن باتت الطرق مسدودة أمام هذه العناصر فى سوريا، ووجدت تركيا ممولا آخر لها ممثلا فى خزائن ليبيا الواقعة تحت سيطرة السراج وأعوانه من العناصر الإرهابية، قرر أردوغان استغلال الفرصة وتصدير هذه القنابل الموقوتة إلى طرابلس تحت شعارات حنجورية متعلقة بالديمقراطية والشرعية استخدمها مع نظيره السوري بشار الأسد، خلال السنوات الماضية بطريقة مستهلكة.
وكانت الصحف الفرنسية قد تحدث سابقا، حول وصول 4 طائرات محملة بالمرتزقة من أدلب إلى طرابلس، والرغم من أنة هذه المعلومات لا تخلو من رائحة رصد استخباراتى غربى.
حسمت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى تقرير لها أمس جميع التفاصيل المتعلقة بنقل هذه العناصر، مؤكدة إن ألفي مقاتل سوري سافروا من تركيا وسيصلون قريباً إلى ليبيا للمشاركة في المعارك الدائرة، في تطور غير مسبوق يهدد بزيادة تعقيد الحرب الأهلية المستعصية في ذلك البلد.
ونقلت الصحيفة البريطانية، عن مصادر سورية لم تسمها في سوريا وتركيا وليبيا إن قوة أولية قوامها 300 رجل من الفرقة الثانية من ما يسمى "الجيش الوطني السوري" الذي تموله تركيا غادرت سوريا عبر معبر كيليس الحدودي العسكري مع تركيا في 24 ديسمبر 2019، ثم تلتها فرقة ثانية من 350 آخرين في 29 من الشهر نفسه، تم نقلهم جميعاً إلى العاصمة الليبية طرابلس وأرسلوا إلى مواقع المواجهة في شرق المدينة.
وتابعت الجارديان، إن 1350 عنصراً آخرين انتقلوا إلى تركيا في 5 يناير الجاري، ومنذ ذلك الحين تم نشر بعضهم في ليبيا مع آخرين لا يزالون يتلقون تدريبات في معسكرات في جنوب تركيا، بالإضافة إلى أن أعداداً متزايدة تابعة لـ"فيلق الشام" يفكرون كذلك في السفر إلى ليبيا.
وبحسب أحد المصادر، فإن من المتوقع أن يلتحق السوريون بفرقة سميت باسم زعيم المقاومة الليبية "عمر المختار" وأنهم وقعوا عقوداً مدتها ستة أشهر مع حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة مقابل 2000 دولار شهرياً. كما أن الجميع، بحسب المصدر، وقد وعدوا بالحصول على الجنسية التركية.
وبحسب نصوص الاتفاق، تتكفل تركيا بالتكاليف الطبية للجنود الجرحى وهي مسئولة عن إعادة القتلى إلى سوريا، وقد توفي أربعة سوريين على الأقل في ليبيا حتى الآن، بحسب معلومات الصحيفة، على الرغم من أن الفرق التي يتبعون إليها قالت إنهم ماتوا أثناء تواجدهم في الخطوط الأمامية في المعارك ضد القوات الكردية شمال شرق سوريا.