كيف يمكن تحصين الطفل بأخلاق الإسلام؟
ديننا الإسلامى لايعرف العنف والإرهاب وقسوة القلب واستباحة الدماء بغير حق، بل إنه يحرم مجرد الإشارة بالسلاح، ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم نهانا عن ترويع العباد ولو على سبيل الدعابة . والمتأمل فى حال مجتمعنا الإسلامى الآن يرى أن العنف أصبح نمطا من أنماط الحياة وأصبح سمة من سمات المجتمع يشمل الكبار والشباب بل وحتى الأطفال والسيدات فى البيت وفى المدرسة وفى كل مكان، ولا تخلو صفحات الجرائد أو شاشات التليفزيون من القتلى والمصابين ومشاهد للدمار فى كل أنحاء العالم .
حول أسباب هذا العنف يقول الدكتور محمد مختار جمعة الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية سابقا ــ ووزير الأوقاف الحالى : إن غياب الوازع الدينى لدى الشباب من أهم الأسباب التى تؤدى إلى العنف فى المجتمع ، وإن نفس المؤمن الحق آمنة مطمئنة مشغولة بالحق يملؤها الحلم والعفو والتسامح طمعا فى مرضاة الله .
أما النفس غير المؤمنة فهى قلقة متوترة مشغولة بالباطل يملؤها البطش والطيش والحمق والحقد والرغبة فى الانتقام ، وغياب الوازع الدينى يجعل سلوك الإنسان وتصرفاته غير مستقيمة فتحركه أهواؤه فلا يراقب الله فى أفعاله وتكون لغة القوة والعنف هى لغته السائدة . وتعاليم الإسلام تدعونا إلى اليسر والرفق وعدم العنف وهذا ما يدعونا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول :"إن الله رفيق يحب الرفق فى الأمر كله " وقال أيضا "إن الرفق لا يكون فى شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه " . بل إن النبى الكريم عرف المسلم بأنه من سلم المسلمون من لسانه ويده " فلا يكون المسلم مسلما إلا إذا سلم المسلمون من شره وكان مفتاحا للخير مغلاقا للشر . لأن المسلم يراقب الله فى سره وعلنه ويتخلق بأخلاق الإسلام فلا يسرق ولا ينهب ولا يقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا يظلم ولا يتطاول على أحد استجابة لقوله تعالى :"ولا تمش فى الارض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ، كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها .
داعية أزهري يكشف ثمرات وفوائد حسن الخلق
من أجل كل ذلك يجب تحصين الطفل بآداب وأخلاق وتعاليم الإسلام كاحترام الكبير وعدم الاعتداء على الغير مما يجعل منه نموذجا مهذبا كما بينه القرآن الكريم فى وصية لقمان لابنه حيث يقول الحق تعالى :يابنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ، ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الارض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور ، واقصد فى مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير "لقمان 17 ـ 19 .