د. ولاء أنور تكتب: "مش ناقص موهبة ولا عقل"
يعانى نحو 4 ملايين شخص على الصعيد العالمى من فقدان السمع المسبب للعجز؛ والذي قد ينجم عن أسباب وراثية، أو من مضاعفات الولادة، أو بعض أمراض عدوى الأذن المزمنة، أو التعرض للضوضاء والشيخوخة أيضًا.
فالصم هم غالبًا أشخاص يعانون من فقدان السمع العميق، أو أنه الشخص الذي لا يسمع على الإطلاق، أو لديه قدرة محدودة على السمع، ويستخدمون لغة الإشارة للتواصل مع الآخرين، ومع الأسف الشديد يؤثر هذا في قدرتهم علي التواصل مع الآخرين، وكذلك القدرة على اجتياز المراحل التعليمية المختلفة.
إنشاء أول ناد لمتحدي الإعاقة في شمال الصعيد بمركز الفيوم
في المقابل فإن الشخص السليم الذى يتمتع بنعمة السمع؛ لا يدرك شيئًا قط عن لغة الإشارة فكيف يمكنهم التواصل مع ذويهم؟!! وأين المسئولية المجتمعية من ذوي الصم وضعاف السمع؟ فهو شخص يفتقد القدرة علي السمع والتحدث بنسبة معينة، ولكنه يتمتع بمواهب وقدرات ذهنية وبدنية فائقة؛ قد تفوق أقرانه من الأصحّاء، كما يمكنه أن يحقق أهدافه، ويصل لغاياته العلمية والعملية بعيدة المنال، ويتفوق فى مهارات ذهنية ومعرفية وتطبيقية؛ قد يعجز عن بلوغها بعض الأصحّاء.
فهم حقًا قادرون على إتقان كل الوظائف والمهام العملية، ولكن مشكلة المجتمع هى عدم الاهتمام بهم، وعدم توفير فرص عمل ملائمة لهم، وعدم دمجهم في نسيجه، كي يتكيفوا مع ذويهم، ويتحولون لطاقات إبداعية منتجة قادرة علي الانغماس في ثنايا التنمية المجتمعية والبيئية المستدامة.
ولذوي الصم وضعاف السمع العديد من الأمنيات التي يحلمون بها فقط، ولكنهم يعجزون عن تحقيقها، فلماذا لا يتم إنشاء جمعية أو مؤسسة تتولى تحقيق ما يسعون إليه ويجدون بها من ينصت لطموحاتهم وآمالهم ويهتم بهم ويجيدون التعامل معهم بلغة الإشارة؟ هذه اللغة التى يجب أن يتعلمها كل فرد بيننا؛ حتى يروا أن الكل يرعاهم، وأنهم أصحاء كغيرهم من شرائح مجتمعهم، فمن حق الأصم أن يصبح قادرًا على فهم من حوله والتفاعل معهم.
فالاهتمام بالصم وضعاف السمع من الحقوق الأصيلة لكل إنسان، وتنادي بها كل الجوانب الإنسانية والخيرية Charity لبرامج ومبادرات المسئولية الاجتماعية، ومن ثم فإنها ليست تفضلًا، أو دعاية زائفة تخرج من أفواه محبي الشهرة ومدعي الفضيلة، لذا كان وجوبًا وحتمًا ولزامًا أن أكررها ونكررها معًا بالعامية قبل الفصحى "لازم الناس كلها تتعلم لغتهم... ده طلبهم".. احمدوا الله على النعم التى أنعم عليكم بها، واتقوا الله يرحمكم ويصلح بالكم.