الصحف الأجنبية: الحل العسكري يزيد من تعقيدات أزمة سد النهضة.. أحكام "التمويل الأجنبي" استمرار لحرب مبارك على المجتمع المدني.. العراق يستغل أزمة الطاقة في مصر
تناول العديد من الصحف والمواقع الأجنبية، اليوم الخميس، العديد من الشئون الداخلية المصرية، حيث تعجبت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، من بث الاجتماع الذي عقدته الرئاسة المصرية مع عدد من القوى السياسية لمناقشة طرق مواجهة سد النهضة، الذي يهدد البلاد بالعطش - حسب تعبير الصحيفة.
وأشارت إلى أن الحلول العسكرية التي تم طرحها لإيقاف أديس أبابا عن استكمال المشروع، تأتي بنتائج عكسية، وتجعلها تواصل البناء مهما كان الثمن.
وقالت الصحيفة: "إنه في الوقت الذي تكافح البلاد لحل مشكلة فقدان إيرادات السياحة والاستثمار الأجنبي، تواجه مصر تهديدًا اقتصاديًا آخر يلوح في الأفق، من مشروع يتم بناؤه على بعد مئات الأميال إلى الجنوب، حيث أثارت خطوة إثيوبيا البدء في بناء مشروع سد النهضة على النيل الأزرق مخاوف جديدة بشأن تأثيره على إمدادات المياه إلى مصر والسودان".
وأضافت أن ما يثير الاستغراب، الطريقة التي تعاملت بها الرئاسة مع القوى السياسية خلال الاجتماع، لمناقشة سبل مواجهة بناء السد، وبث اللقاء على الهواء مباشرة، مع ما تضمنه من اقتراحات غير دبلوماسية، تسير كلها في اتجاه الحلول العسكرية لتدمير السد.
من جانبها، سلطت صحيفة "وورلد بوليتين" التركية الضوء على طلب مصر من إثيوبيا وقف بناء سد النهضة بعد أن تصاعدت المخاوف في القاهرة الأسبوع الماضي عندما بدأ تحويل امتداد النهر لإفساح الطريق لمحطة توليد الطاقة الكهرومائية بتكلفة 4.7 مليارات دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة المصرية لم تتقدم بأي اعتذار حتى هذه اللحظة للإدارة الإثيوبية عما بدر من جلسة الحوار الوطني التي دعا فيها بعض الحاضرين إلى التدخل العسكري في إثيوبيا، أو مساعدة المتمردين بها للإطاحة بالحكومة، مؤكدة أن الاعتذار جاء على لسان الدكتور محمد البرادعي، أحد المعارضين البارزين للرئيس "محمد مرسي"، والذي بدوره لم يحضر هذه الجلسة.
وعن قضية التمويل الأجنبي، حذرت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية من أن الحكم الصادر ضد 43 من العاملين في منظمات غير حكومية يؤكد استمرار الحرب التي بدأها نظام مبارك على منظمات المجتمع المدني في مصر، حيث تشير إلى أن النظام الجديد لا يختلف عن سياسات الدولة البوليسية التي كانت أحد أسباب ثورة 2011.
وقالت الصحيفة: "إن الحرب على منظمات المجتمع المدني لا تزال على أشدها في مصر عقب الحكم الصادر وأن الثورة لم تغير الكثير في أساليب تعامل الدولة مع تلك المنظمات التي كانت تعاني بشدة من نظام الدولة البوليسية التي كان يتبعها مبارك، وأظهر الحكم اتباع مصر الجديدة الأسلوب نفسه".
وأمميا، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: "إن إدانة المتهمين في قضية التمويل الأجنبي والحكم عليهم بالسجن هو مؤشر على بيئة أكثر تقييدا للمجتمع المدني في البلاد".
وأكد الأمين العام حاجة مصر للتأكد من أن مشروعات القوانين التي تطرحها تتفق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان وتستجيب لتطلعات شعبها من أجل تحقيق الديمقراطية.
وشدد في بيان أصدره في وقت متأخر من مساء الأربعاء، على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة على الأهمية الحاسمة لحقوق حرية تكوين الجمعيات كتعبير عن الديمقراطية في البلاد، ودعا إلى بذل الجهود لتأمين عملها، مضيفا أنه يتخوف في حال إقراره فرض سلسلة من القيود الصارمة على منظمات المجتمع المدني، وخاصة تلك التي تركز على حقوق الإنسان.
وعن أزمة الطاقة، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال الأمريكية": إن عجز مصر حتى الآن لتأمين إمدادات النفط يؤكد ضعف وضعها المالي ما يهدد بتعميق شعور الاستياء من الحكومة مع استمرار العجز في إمدادات الطاقة الذي أدى بدوره إلى تعطيل الحياة اليومية.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين مطلعين على هذا الشأن قولهم: "إن مصر تعاني من ضائقة مالية وتكافح لإتمام عقود توريد النفط المتفق عليها مع العراق وليبيا، - والضرورية لسد عجز الوقود – لعدم قدرة البلاد على تقديم ضمانات مصرفية مقبولة".
ورصدت العراقيل التي وضعتها العراق أمام مصر لإمدادها بالنفط حيث ترغب في إتمام صفقة نفط بأكثر من 100 دولار للبرميل الواحد، بسعر أعلى مما تبيع به العراق لدول أخرى.
وعلى جانب آخر، رصد موقع بلومبرج الأمريكي تسجيل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية أكبر تراجعا له خلال الستة أشهر الأخيرة مع تزايد التوترات السياسية في البلاد وقبيل المظاهرات المخطط لها بمناسبة الذكرى الأولى لتولي الرئيس محمد مرسي الحكم.
وأوضح أن مؤشر EGX 30 تراجع بنسبة 2.9 في المئة وهي نسبة الانخفاض الأكبر منذ ديسمبر الماضي ما يجعله ثالث أسوأ أداء في العالم.
ولاحظ الموقع انخفاض جميع أسهم مؤشر EGX 30 في رد فعل غريب من المستثمرين في أعقاب صدور الأحكام في قضية التمويل الأجنبي التي تورط فيها أمريكيون وألمان وجنسيات أخرى.
وعن أزمة وزارة الثقافة، رأت صحيفة "جارديان" البريطانية أن إقالة وزير الثقافة الجديد لعدد من المسئولين في الوزارة يثير مخاوف من محاولات أول نظام إسلامي يحكم مصر الهيمنة على الوزارة، وفرض جدول الأعمال الدينية على الحياة الثقافية، وهو ما دفع فناني ومثقفي الوزارة للتظاهر ضد خطة الإخوان.
وقالت الصحيفة: "إنه بعد موجة من الإقالات برزت إلى الساحة معركة سياسية جديدة في دار الأوبرا والمسارح، فالرافضون لهذه الإقالات يتظاهرون ضد محاولات النظام الحاكم تعزيز سيطرته على الثقافة."
أما عن الشأن السوري، فذكر تقرير لموقع "ديبكا" التابع لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن المعارضة السورية فشلت فشلا كبيرا في معركة القصير أمس الأربعاء، ورأى التقرير العبري أن قوات المعارضة ليست الخاسر الوحيد في تلك المعركة بل أيضا الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وإسرائيل فشلوا فشلا استراتيجيا كبيرا.
ولفت التقرير العبري إلى أن ديبكا هو أول من تحدث منذ خمسة أشهر عن انتصار "بشار الأسد وعلي خامنئي وفلايمير بوتين وحسن نصر الله في المعركة السورية.
ورأى التقرير الاستخباري أن إنجاز إسرائيل الاستراتيجي في العملية عامود السحاب تم محوها، بعدما كانت تشير التقديرات إلى أن الهدوء سوف يعم على الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة، لافتا إلى أن انتصار النظام السوري في القصير يعيد حماس مع حزب الله وإيران على محور واحد.