رئيس "التنبؤات الجوية" : الشتاء الحالي أكثر دفئا من السابق .. نتعاون مع جميع الدول المعادية قبل الصديقة والسماء ملك للجميع | حوار
◄ لدينا 115 محطة أرصاد و10 محطات رصد علوية وفى طريقنا لتزويدها لـ 20
◄ من المستحيل تعرض مصر لإعصار لكن من الممكن أن نتعرض لمنخفضات جوية عميقة وعنيفة
◄ «عاوزة انشر » و«السحاب هيتحرك إمتى» أبرز التساؤلات اليومية التي تجيب عنها الهيئة
◄ انتهى عصر« حار جاف صيفًا معتدل ممطر شتاءً».. ومدن ساحلية مهددة بالاختفاء
◄ توقعاتنا تتحقق بنسبة 95% وتوقعات الطقس بالعالم لا تتحقق بنسبة 100%
◄ حدوث إعصار فى مصر "مستحيل".. وتسمية المنخفض بـ"حمادة " كان لطمأنه المواطنين
◄ ابتعدوا عن الأشجار أثناء الرعد .. وتحذيرات لسكان السواحل بالتواجد في منازلهم تجنبا للموت صعقا بالكهرباء
◄ مشروع قانون لتجريم أى جهه تتحدث عن الطقس سوى هيئة الأرصاد
◄ نستخدم أحدث التقنيات العالمية .. ونحن من الدول الرائدة فى علم الأرصاد
«موقف مصر من دائرة الإعصارات.. مشروع قانون لتجريم الرصد العشوائي للطقس.. كوارث التغيرات المناخية.. ونصائح المواطنين في أوقات الأمطار».. ملفات وضعناها جميعها على طاولة حوار "فيتو" مع الدكتور محمود شاهين، مدير مركز التحاليل والتنبؤات الجوية، والذي أجاب عن كل واحد منها باستفاضة وتفصيل يغطى كل الزوايا.
ليس هذا فحسب، لكنه ألقى الضوء على ملفات أخرى لا تقل أهمية عن الملفات السابقة، منها ما هو متعلق بالوضع الحالى لمركز التحاليل والتنبؤات الجوية، أو الطريقة التي تتم بها إدارة العمل داخل المركز، والأطراف الخارجية التي يتعاون معها في تحديد الطقس.
«د.شاهين» أكد أيضا أن الأبحاث التي قام بها مركز البحث العلمى التابع لهيئة الأرصاد الجوية أشارت إلى أن الشتاء الحالى أكثر دفئا من السابق، موضحا أن التنبؤات الفصلية لا تتعدى دقتها الـ50%، وحذر مدير مركز التحاليل والتنبؤات الجوية، من أنه عند حدوث الأمطار الرعدية، يجب عدم الاقتراب من أعمدة الإنارة والأشجار، وعدم السير في الشوارع خاصة في المدن السواحلية.. وعن طبيعة هذا التحذير وأمور أخرى كان الحوار التالى:
*خلال الفترة الماضية تناقلت الألسنة أقاويل حول أن شتاء 2020 سيكون أكثر برودة عن الأعوام السابقة.. إلى أي مدى يمكن تحديد صحة هذه التنبؤات؟
لا يمكن التنبؤ بذلك، فالتنبؤات تتم وفقا لخرائط وتوزيعات ضغطية، لذلك يكون التنبؤ الدقيق خلال 72 ساعة، لكن هناك سمات معروفة في كل فصل لا تتغير، على سبيل المثال انخفاض درجات الحرارة بالشتاء وقلة سطوع الشمس، ارتفاع درجات الحرارة بالصيف وهكذا، وبخصوص التنبؤات الفصلية، فتكون عبارة عن أبحاث ولكن دقتها لا تتعدى الـ50%، كما أن أبحاث مركز البحث التابع لهيئة الأرصاد، سارت في اتجاه أن الشتاء الحالى سيكون أكثر دفئا من السابق، لكن كما نوهت هذه تنبؤات غير دقيقة.
*بشكل عام كيف أثرت التغيرات المناخية التي يشهدها العالم حاليًا على طقس مصر؟
لا يوجد شك بأن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم أثرت على طقس مصر، وبدأ المواطنون يشعرون بذلك، حيث أصبحت الظواهر الجوية أكثر عنفًا، على سبيل المثال ظهور الثلج في القاهرة لم نكن نراه من قبل، أيضا غزارة الأمطار في وقت قليل، أي سقوط أمطار غزيرة الكمية في وقت قصير، كل هذا لم يحدث من قبل، الصيف لم يصبح جافا أصبح رطبا جدا ومشهورًا بارتفاع نسب الرطوبة عن ارتفاع نسب الحرارة، وهو ما يزيد إحساسنا بالحرارة، الشتاء أصبح يصل للصقيع، لذلك لم يعد طقس مصر حار جاف صيفا، معتدل ممطر شتاء، وجار تغيير ذلك الوصف بالكتب المدرسية إلى حار رطب صيفا، شديد البرودة شتاء.
*هل يمكن التنبؤ بطقس مصر بعد 15 عاما ومدى تأثره بالتغيرات المناخية ؟
هناك الكثير من الأبحاث، لكن لا يوجد دليل علمى مؤكد بحدوثها، هذه الأبحاث مجرد فرضيات يفترضها الباحث، لكن حدوثها أمر غير مؤكد، لذلك لا يمكن أن تؤكد الهيئة حدوث نتائج هذه الأبحاث، ومعظم هذه الأبحاث تؤكد أن التغييرات المناخية ستتسبب في مشكلات، على سبيل المثال هناك أبحاث تؤكد أن الدلتا ستختفى، لكننا في الهيئة لا نعتمد هذه الأبحاث لأنها مجرد فرضيات، لكننى أريد هنا الإشارة إلى أن القلق كله من ارتفاع نسبة المياه في البحار، الأمر الذي سيؤثر على المسطحات الأرضية، وسيظهر تأثيره على بعض المدن الساحلية، حيث ستقل مساحتها أو تتلاشى، ولخطورة الأمرتتخذ هيئة حماية الشواطىء منذ الآن الإجراءات الوقائية، وذلك من خلال رفع الشواطئ لأكثر من متر بناء على هذه الأبحاث.
*حالة من الهلع أصابت المصريين بعدما أثير أن مصر سيضربها إعصار "ميديكن" فهل مصر ممكن أن تتعرض لإعصار؟
من المستحيل أن تتعرض مصر لإعصار، لأن الأعاصير تحدث في المحيطات فقط، ومن الصعب حدوثها في البحار، لكن من الممكن أن نتعرض لمنخفضات جوية عميقة وعنيفة، خاصة على المدن الساحلية ومن الممكن أن تنتج مشكلات عن هذه المنخفضات كالأمطار الرعدية، وخروج المياه للشاطىء، لكن لا ترتقى هذه المنخفضات لحد الإعصار.
*في أواخر شهر نوفمبر الماضى، خرجت تحذيرات من الهيئة حول حدوث تقلبات جوية، ولكن لم تحدث، فهل توقعات الطقس من الممكن أن تتغير بعد أن يتم الإعلان عنها؟
في البداية توقعات الطقس، خاصة في حالات عدم الاستقرار، ليس بالضرورة حدوثها بالضبط، فهى كمسائل الرياضة عبارة عن معطيات نخرج بها بنتائج، وأحيانا تتوافر لدينا جميع المعلومات وأحيانا أخرى يكون هناك نقص بها، وكل 6 ساعات خرائط الطقس تأتى بمعلومات جديدة، لذلك من الممكن الخروج بتنبؤ كل 6 ساعات، إما يؤكد التنبؤ السابق أو يضعفه أو يلغيه، وفى العالم كله توقعات الطقس ليست أكيدة 100%، وأريد أن أشير هنا إلى أن تنبؤات الهيئة تحدث بنسبة 95%، وعند وجود نقص في المعلومات في حالات عدم الاستقرار نفضل تنويه المواطنين والمسئولين لاتخاذ الإجراءات الوقائية.
*ماذا عن الإمكانيات المتاحة لديكم بالهيئة؟
نستخدم أحدث التقنيات في العالم كله وحال صدور إصدارات جديدة مثلا في خرائط الطقس أو أجهزة رادارات، نقوم بالفور بتدعيم الهيئة بها، وهذا ما حدث في جهاز الرادار المقرر قدومه للهيئة والذي سيقيس مدى كمية الأمطار قبل سقوطها ومكان سقوطها.
*هل من الممكن الاستفادة بجهاز الرادار هذا الشتاء؟
للأسف الجهاز لم يأت الهيئة بعد، ومن الممكن الاستفادة به في فصل الشتاء المقبل، حيث سيتسنى لنا توقيت ومدى غزارة الأمطار قبل سقوطها، الأمر الذي سيفيد المتخصصين، والدولة في اتخاذ إجراءاتها الوقائية
*عند حدوث ظاهرتى البرق والرعد.. هل هناك نصائح معينة يجب الالتزام بها؟
الرعد هو صوت ظاهرة البرق، والبرق عبارة عن شحنات كهربائية، من الممكن أن تتفرغ في أي مصدر كالأشجار وأعمدة الإنارة، حيث من الممكن أن تُفرغ شحنة السحابة في الشجرة فتضرم النيران بها، لذلك يفضل الابتعاد عنها أثناء الرعد، ولا يفضل السير في شوارع المدن الساحلية، خاصة حال سقوط أمطار غزيرة رعدية ولفترة طويلة جدا، لأنه من الممكن أن تكون قاعدة السحابة قريبة من سطح الأرض، وتتفرغ شحنتها في الإنسان ويموت مصعوقا، لذلك سكان المدن الساحلية يفضل تواجدهم بالمنزل وعدم السير بالشوارع أثناء الرعد.
*كم عدد المحطات لدى هيئة الأرصاد ؟
لدينا 115 محطة أرصاد، وهو عدد ليس بالسيئ، غير أن زيادته ستصب في صالح التنبؤات، ولدينا محطات رصد علوية، وعددها 10 محطات وفى طريقنا لتزويدها 10 محطات جديدة.
*بم تنصح المواطنين لمواجهة تقلبات الطقس خلال موسم الشتاء؟
أولًا ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة، والاعتماد على الهيئة فقط في متابعة أحوال الطقس وعدم الالتفات لأى جهة أخرى، ومتابعة النشرات اليومية، فالهيئة توفرها عبر جميع وسائل الإعلام المسموع والمرئى والمقروء، بالإضافة إلى الموقع الإلكترونى للهيئة، والصفحة الرسمية للهيئة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».
*هل هناك تعاون مع الدول الأخرى في مجال الأرصاد؟
بالفعل، هيئة الأرصاد الجوية تتبع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ونتعاون مع جميع الدول المعادية قبل الصديقة، لأن السماء لا يوجد بها تقسيم فهى ملك للجميع، فالجميع يتعاون من أجل تبادل المعلومات ونشرات الطقس، من أجل حركة الملاحة، ومصر من الدول الرائدة في علم الأرصاد.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"