في ذكرى مولده.. سر وضع عبد الناصر على قائمة أخطر أعداء الإخوان في التاريخ.. والزعيم رفض انتهازيتهم ووقف ضد "أخونة مصر"
في مثل هذا اليوم، ولد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي لم كان له العديد من الإنجازات الضخمة لمصر، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حولها، وضمن أكثر ما يجعل الرجل مخلدا في ذاكرة التاريخ، تعرية جماعة الإخوان الإرهابية، وكشف وجهها الإرهابي، والتصدي لمخطط أخونة مصر في خمسينات القرض الماضي، وتقديم درس للأجيال في كيفية التعامل معها.
سر عداء الإخوان لناصر
هذه المعطيات تكشف سر العداء الشديد لناصر من الإخوان على مدار العقود الماضية، ورغم رحيله قبل حوالي ستة عقود، إلا أن خصومه من الإسلاميين وخاصة جماعة الإخوان، لا يترددون فى رمي الرئيس الراحل بكل نقيصة، كما تفنت الجماعة في زرع عداوة تاريخية لكل أجيال أبناء حسن البنا تُجاهه لمحاربة مثل هذا النموذج من جديد، لهذا كانوا يشبهون دائما بينه وبين الرئيس السيسي، وحاولوا بكل الطرق إفشاله، بعدما وضع نهاية لإرهابهم الحديث.
محمد سعيد رسلان عن الإخوان: تحاول إباحة القتل السياسي لشرعنة العنف ضد الدولة
كان الإخوان على اتصال، بعدد غير قليل من الضباط الأحرار، وفق استراتيجية وضعها حسن البنا لاختراق المؤسسات الأمنية ومن ثم السيطرة عليها، لهذا تدعي الجماعة حتى الآن انتماء عبد ناصر لها، في محاولة لوصمه بالخيانة.
غير أن مصادر آخرى عسكرية واكبت الحقبة الناصرية، وحتى من الإخوان المنشقين أنفسهم، نفوا الرواية الإخوانية بأكملها، وأكدوا أن العلاقة مع الضباط الأحرار، كان يحكمها مصلحة الوطن لا التنظيم، وهو ما أسرع من احتدام الخلاف بين الجانبين، حينما اكتشف مجلس قيادة الثورة، أن الجماعة تريد أن تركب الحكم من خلالهم، فكان الصدام العنيف.
الضباط الأحرار
وبحسب وثائق الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات، تعود علاقة الإخوان بالضباط الأحرار إلى منتصف أربعينيات القرن الماضى، وهي الفترة التي تمكنت الجماعات العقائدية كالإخوان والتنظيمات الماركسية ومصر الفتاة من اجتذاب بعض الشباب من ضباط الجيش، وكان من بين من أنضم للجماعة عبد المنعم عبد الرؤوف، وأنور السادات، وكمال الدين حسين، وهو ما ينطبق كذلك على عبد الناصر.
ويؤكد «سيد أحمد» أن عبد الناصر كان منفتحًا على التنظيمات كافة فى تلك الفترة الدقيقة من عمر مصر، إلا أن تدخلات الإخوان فى شؤون الحكم، ومحاولة للسيطرة عليه، قطعت حالة الوفاق المؤقت، وحولته إلى صراع شرس.
وحاول الإخوان الضغط على الجيش، لتجنيد أفرادهم في المؤسسة العسكرية وفي الشرطة المدنية ـ البوليس أنذاك ـ بجانب الضغط لإصدار قانون لفرض الحجاب، وعرض القرارات على الجماعة قبل إصدارها من مجلس قيادة الثورة، وجميعها شروط جرى رفضها، فلجأت الجماعة إلى التصعيد في المقابل، ورفضت تعيين وزراء من جانبها فى الحكومة، وحاولت اللعب على كل الحبال وإذكاء نار الفتنة بين ناصر واللواء محمد نجيب، أول رئيس لمصر.
اشعال المظاهرات
ودقت الجماعة أسافين عدة بين أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو 1952، كما أشعلت المظاهرات فى الشوارع، وأصبح واضحا أن الإخوان يبحثون عن مكاسبهم الخاصة ولا شىء غيرها، وإلا سيحرقون الواطن بأكمله، ما أدى إلى انتهاء شهر العسل بينهم ومجلس قيادة الثورة، ليصدر أول قرارات التصعيد ضدهم فى 14 يناير 1954 بحلها، واعتقال عدد كبير من قياداتها وأفرادها بما فيهم المرشد الثاني "حسن الهضيبى".
وحاول التنظيم السرى للإخوان، الدعوة لمظاهرات مسلحة ردًا على اعتقال كبار الإخوان، ليرد ناصر باعتقال المزيد، وتطورت الأحداث لتنتهي بحادث المنشية الشهير في الإسكندرية، الذى دبروا فيه اغتيال الزعيم الراحل، وهو ما أجهز على المستقبل السياسى للجماعة بعد ثورة 1952، وانتهى بهم جميعا في السجون، ولم يخرجوا منها إلا في حقبة السبعينيات مع تولي الرئيس الراحل أنور السادات، ويبقى في ذاكرتهم حوالي عقدين من المحاصرة، جعلت من الرئيس ناصر أخطر عدو لهم على الإطلاق في التاريخ.