رئيس التحرير
عصام كامل

الناي الحزين.. قصة "عم شحات" مع عزف الألحان الحزينة بجوار معابد الأقصر وقنا | فيديو

فيتو

"داير بلف وازمر بيك يا ناي.. تبكي دياراً وأحباباً وجيرانا… وددت لو دام صوتك يا ناي للأبد والقلب أطلقته وكان سجينا فبت تائها بلا قلب".. كلمات كثيرا ما تتردد على مسامعنا كلما اقتربنا من أسوار معابد مدينتي الأقصر وقنا، حيث يوجد رجل بجلباب أزرق اللون يضع على كتفه شالا أبيض متنقلا بين المعبدين يعزف الألحان الحزينة التي تجذب المارة من الأجانب والعرب والمصريين الذين يقفون لكي يستمتعون بعزفه وألحانه.

كعب داير

وبالاقتراب من العم شحات محمود ابن الستين عاماً صاحب البشرة السمراء وعلامات الزمن محفورة على وجهه الحزين، الذي يفترش الأرصفة ويعزف الألحان قال: "أجلس على أرصفة وأسوار المعابد، وبلف من قنا الأقصر وأحيانا بروح سوهاج وأسوان، عمري ما طلبت قرش من حد، لكن من يعطيني شيئاً لا أرفضه، وربنا بيرزق الغلبان".

 

وعن قصته مع الناي قال: "تعلمت الناي منذ كان عمري 15 عاماً، وكنت أستمتع بسماعه في الحفلات وليالي السمر التي كانت تقام في المناسبات والأعياد في قرى مراكز الصعيد التي تشتهر بها وبخاصة في ليالي الإنشاد الديني".

 

وأوضح أنه منذ ذلك الوقت تعلم العزف على الناي، وبدأ يشارك في الحفلات ولكن بعد مرور الزمن ترك هذا الأمر وبدأ في اللف كعب داير على المعابد وأعزف، ووجدت ترحابا كبيرا من قبل الزوار من مختلف جنسيات العالم الذين يقدسون العزف على الناي.

 

إصابة عامل في مشاجرة بسبب خلافات مالية في قنا  

معشوقي الأول

وتابع: ”الناي هو الهواء الذي أتنفسه، ووجدت في البداية صعوبة كبيرة خاصة في عملية النفخ لوقت طويل، وما زلت حريصا عليه حتى يومنا هذا، وحاليا أستطيع العزف لمدة 30 دقيقة متواصلة وأكثر من ذلك، ولا يقاطعني إلا بعض المارة الذين يجدون متعة في تعذيبي بعض الأحيان باعتباري درويشا أو شخصا مختلا عقلياً”.

 

واستطرد: "بعض الأحيان أجد صعوبة عندما يقف من لا يفهم العزف ويدخل في المنتصف لمقاطعتي، لكن السميعة هم من يقوم بالتعامل معهم، بالطبع تصرف هؤلاء نابع من عدم الثقافة والفهم بخلاف بلاد الغرب يقف عازفو الآلات الموسيقية في الشوارع والإشارات ويقومون بالعزف ويضع من استمتع بالعزف النقود إلى  جواره وهذا ما يفعله السائحون معي”.

الجريدة الرسمية