رئيس التحرير
عصام كامل

المصريون وابن طولون


في زمن أحمد بن طولون والي مصر.. ذهب المصريون إلى السيدة نفيسة، حفيدة الإمام الحسين، رضي الله تعالى عنه وأرضاه.. ذهبوا إليها شاكين حالهم.. وما أصابهم من قسوة.. فعلم الوالي الذي ذهب مسرعًا إليها وأمام الحضور قالت له: لم ؟ فقال لها كما.. ووقف الحضور يضربون أخماسًا في أسداس.. إنهم لم يقفوا على مغزى ما قالت.. وسألوها ؟؟ جئناكي لنشكوا إليكِ قسوة ابن طولون.. وما أصابنا من مظالم، فقالت لهم كما تكونوا يولي عليكم.. هذا هو القول الفصل.. شعب خانع.. لا يدافع عن كرامته وحريته.. لا يستحق أن تكون له مكانة.. والذي لا يساعد نفسه لا يستحق مساعده الآخرين.. هذا ما تعلمناه.. بيدك أنت دون غيرك أن تستلب حقك.. وأن تسترد مكتسباتك المغتصبة.. شعب أصيب بالانزواء والتراخي والاستكانة، لا ينتظر أن تمطر له السماء ذهبًا.. وأن تنبت له الأرض كلأ.. النائمون لا تأتيهم الحقوق.. ليس في الإمكان أبدع مما كان.. لا بد من فرمها.. وتلاشيها من قواميسنا.. الذين ينتظرون المدد من أمريكا.. غاب وعيهم.. والذين يعولون على غباء الآخرين.. مازالوا في سباتهم يعمهون.. والذين يمطروننا بوابل من النصائح وهم جالسون على مقاعدهم الوثيرة.. يعيشون بأجسامهم معنا.. وعقولهم خارج دائرة الوطن.. التغيير يأتي من الشعب.. لا بد أن تكون الصناعة محلية.. الشىء الوحيد الذي لا يستورد هي الإرادة والعزيمة ( إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم).


التغيير الذي نريده هو أن تكون مصر وطنًا لكل المصريين.

التغيير الذي نريده هو أن تكون مصر خالية من كل الأجندات ومن يعملون لمصالحهم.

التغيير الذي نريده أن تنهض مصر من كبواتها وأن تنهض من سباتها.

التغيير الذي نريده هو أن تسند الأمور إلى ذويها.. فلا مكان للضعفاء ولا لأصحاب الأيادي المرتعشة.

التغيير الذي نريده هو أن تعود لمصر هيبتها وكرامتها وريادتها وأن تكون قبلة للمظلومين والمقهورين.

التغيير الذي نريده هو أن تعود مصر إلى عصورها الوارفة واليانعة والزاهرة تعطي ولا تأخذ.. تعلو ولا يعلى عليها.. وتشد على أيدي الضعفاء والمقهورين في كل مكان على وجه الأرض.

التغيير الذي نريده هو أن تتلاشي العصبيات والنعرات فلتذهب كل المصطلحات المؤلمة إلى عالم النسيان.. ولنبقى جميعًا مصريين.. مخلصين.. شرفاء.

هذا ما نريده.. وعلي الله قصد السبيل.

الجريدة الرسمية