الذكرى السبعين لرحيل "مشرفة" الذي نعاه طه حسين وأينشتاين
الصديق الكريم والأخ الوفى .. كنت ألح عليك فى ألا تتعجل الخروج ، ثم أصبح فأسمع نعيك يأتى من بعيد فيصعقنى كما جاءتنى أمس تحياتك من بعيد فملأت قلبى حبا وحنانا وذكرى ثم نسعى فنشيع جنازتك ذاهلين لتسعى أقدامنا وتتحرك أجسادنا ولا تصدق عقولنا أننا افتقدناك ولن نراك ، وأمثال الدكتور محمد مصطفى مشرفة كان من النابغين النابهين الذين يرفعون ذكر أوطانهم والذين يضيئون منار الإنسانية بالعلم والمعرفة، أمثال قليلون إذا خسرهم الوطن فلابد له من صبر طويل، وانتظار مستطل قبل أن يظفر بمن يخلفهم ، وإذا فقدهم فلابد له كذلك من الانتظار حتى يجد من يتم ما بدأوه .
بهذه الكلمات نعى عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين زميله فى العلم عالم الرياضيات الدكتور على مصطفى مشرفة الذى رحل فى مثل هذا اليوم عام 1950 نعاه العالم ألبرت أينشتاين الذى كان يتابع ابحاثه قائلا :لا أصدق أن مشرفة قد مات فيالها من خسارة فادحة فهو بحق أعظم عالم فى القرن، إنه لا يزال حيا من خلال أبحاثه التى لا تموت.
والدكتور مشرفة قدم لمصر وللإنسانية الكثير فكان أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها فى الحرب بل كان أول من أضاف فكرة صناعة القنبلة الذرية من الهيدروجين ..وهو ماحدث بعد وفاته بسنوات فى الولايات المتحدة وروسيا.وكان يتمنى أن يحقق علمه طفرة فى مستقبل مصر فى مجال الطاقة النووية، حتى إنه لقب بأينشتاين العرب.
ولد د. مصطفى مشرفة فى حى المظلوم بدمياط عام 1898 لوالد كان يعمل بتجارة القطن إلا أنه خسر أمواله فى بورصة القطن، فعاش الابن فى فقر شديد، والتحق بمدرسة أحمد الكتبى، وانتقل منها إلى مدرسة العباسية ومنها إلى المدرسة السعيدية حتى حصل على الدكتوراة من الكلية الملكية بلندن فى فلسفة العلوم بإشراف العالم الفيزيائى تشالرز توماس ويلسون الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء، ونشر بحوثا فى المجلات العالمية وانتشر اسمه عالميا عام 1932.
وكان د. مشرفة حافظا للشعر ملما بقواعد اللغة العربية وعضوا بالمجمع المصرى للثقافة العلمية باللغة العربية ، ترجم مباحث عديدة إلى العربية .إلى جانب ذلك كان بارعا فى العزف على الكمان والبيانو وعضوا بالجمعية المصرية لهواة الموسيقى عام 1945 .له مناظرة شهيرة مع الدكتور طه حسين حول ايهما انفع للمجتمع الاداب ام العلوم؟
نجوم الفن يقدمون واجب العزاء في مدير أعمال محمد منير | فيديو وصور
ورحل د. مشرفة نتيجة لأزمة قلبية وقيل إنه توفى مسموما نتيجة غيرة الملك فاروق منه حتى إنه عزله عن منصب رئيس جامعة القاهرة بالإنابة وعن منصب وكيلها نكاية فيه، وقيل إن الموساد الإسرائيلى وراء قتله لإصراره على إدخال تطبيقات علم الذرة إلى مصر .