ثواب العمل الصالح ودوره في تغيير حياة الناس
حث الدين الإسلامى على ضرورة قيام المسلم بالأعمال الصالحة فى حياته بالصدق والمعروف وعدم إيذاء الغير والبحث عن الرزق الحلال ، كما أكد أن الله تعالى لا يجازى الإنسان إلا بعمله هو ، وفى هذا يوضح فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر السابق ـــ رحمه الله ــ ثواب القيام بالعمل الصالح فى مجلة الأزهر عام 1980 فقال :
إن الله سبحانه وتعالى رءوف بعباده ويبين سبحانه وتعالى مظاهر فضله ورحمته بعباده فى آيات عديدة من كتابه الكريم ، ومنها الآيات الأولى من سورة النجم حيث توضح أن الله تعالى يتجاوز عن صغائر الذنوب متى تاب صاحبها توبة صادقة فقال تعالى : الذين يجتنبون كبائرالإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة. ثم أخذت السورة الكريمة فى الحديث عن الذين كفروا بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم وفى الرد على شبهاتهم . ثم تحدثت آيات السورة الكريمة عن الثواب من عمل الإنسان يقول تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" وذلك لبيان عدم إثابة الإنسان بعمل غيره إثر بيان عدم مؤاخذته بذنب سواه . أى إن الإنسان لا يحصل إلا على نتيجة عمله الصالح ،وقوله تعالى "وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى". فيه بيان لثمرة هذا السعى الصالح يوم القيامة . أى ليس للإنسان إلا ثمرة عمله الصالح دون زيادة أو نقصان وهذا العمل الصالح سوف يراه مسجلا أمامه فى صحف مكرمة، وفى ميزان حسناته ثم يجازيه الله تعالى عليه الجزاء التام الذى لانقص فيه ولا بخس. وفى رؤية الإنسان لعمله الصالح يووم القيامة تشريف وتكريم له كما قال سبحانه وتعالى (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم) الحديد 12، وقد توسع العلماء فى الجمع بين قوله تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) وبين النصوص التي تفيد بأن الإنسان قد ينتفع بعمل غيره. قال الإمام ابن كثير: ومن هذه الآية استنبط الشافعى ومن تبعه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى، لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ولا حثهم عليه ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماءة ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة .
الدكتور محمد سيد طنطاوي يكتب : فضيلة العفاف
فأما الدعاء والصدقة فذاك مجمع على وصولهما ومنصوص من الشارع عليهما ، وأما الحديث الذى رواه مسلم فى صحيحه عن ابى هريرة قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية ، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " فهذه الثلاثة هى فى الحقيقة من عمله وسعيه .