فخ إخواني.. أسباب فشل المفاوضات الليبية بموسكو
بعد أن تداولت وسائل إعلام ليبية أنباء عن مغادرة قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر العاصمة الروسية موسكو دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع حكومة الوفاق.
وقال الجيش الوطني الليبي، في صفحته الرسمية على فيسبوك فجر اليوم دون الخوض في تفاصيل: ”جاهزون وعلى النصر مصممون“.
وذكر موقع آخر مرتبط بالجيش الليبي أن المشير خليفة حفتر لن يوقع مقترح السلام الذي قدمته تركيا وروسيا أمس الإثنين.
كشفت مصادر ليبية مطلعة أن مفاوضات موسكو بين الأطراف الليبية مهددة بالفشل بسبب الألغام الإخوانية السياسية التي تواجه البرلمان الليبي والجيش الوطني.
وقالت المصادر بحسب"العين الإخبارية": إن أبرز هذه الألغام هي شرعنة جسد جديد يسمى "برلمان طرابلس"، وذلك لضرب البرلمان الليبي المنتخب.
أنباء عن مغادرة حفتر موسكو دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار
لغم آخر يضعه الإخوان في طريق المفاوضات، بحسب المصادر، وهو محاولة إحياء جسد استشاري إخواني أو ما يعرف بـ"مجلس الدولة" وهو كيان تم تشكيله وفق اتفاق الصخيرات عام 2015 لمهمات استشارية فقط، ولكن سيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي عليه، عبر القيادي في الجماعة خالد المشري.
وقالت المصادر إن "مجلس الدولة" ليست له صفة ولا وجود إلا بقوة السلاح والمليشيات، ولكنها محاولات إخوانية لتسييد وجهة نظرهم وفرضها على مسودة الاتفاق، دون التطرق إلى مسألة مكافحة الإرهاب وحل المليشيات ونزع سلاحها بما يعني تحويل ليبيا إلى "لبنان ما قبل اتفاق الطائف".
واعتبرت المصادر القريبة من المفاوضات أن هذه الألغام إن مرت على مائدة المفاوضات فستؤسس عليها القوى الداعمة للمليشيات والتنظيمات الإرهابية للتحكم في مستقبل ليبيا، وهو ما دفع المشير حفتر قائد الجيش الليبي ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح للمطالبة بوقت لدراسة الموقف.
وتضمنت المسودة المقترحة في مفاوضات موسكو بين الليبيين عدة بنود فسرتها مصادر ليبية خاصة بأنها تحمل وجهة النظر الإخوانية التي يمثلها فايز السراج ومجلس الدولة الاستشاري بقيادة الإخواني خالد المشري ومن خلفهم تركيا.
ووفقا للمسودة المقترحة التي يجرى التفاوض حولها، على الطرفين الالتزام بوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة.
كما جاء في المسودة، حسب المصادر، أن الجانبين اتفقا على تشكيل لجنة عسكرية لتحديد خط اتصال ومراقبة وقف إطلاق النار، كما نصت المسودة على تجميد إرسال قوات تركية إلى ليبيا في الوقت الحالي، ورقابة دولية من قبل الأمم المتحدة على وقف إطلاق النار.
كما يتولى الجيش الوطني الليبي، حسب الوثيقة المقترحة، مهام محاربة الإرهاب بالتنسيق مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، فيما ستخضع المنافذ البرية والبحرية لإشراف دولي، ويتولى الجيش الوطني تأمين مصادر النفط والغاز.
كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أعلن أن المحادثات الليبية في موسكو أحرزت تقدما جيدا ولكنها انتهت دون التوصل إلى اتفاق.
وبالتزامن مع هذه الأخبار قال سكان من منطقتي صلاح الدين وعين زارة بطرابلس بحسب “بوابة الوسط” الليبية: إنهم يسمعون حاليا أصوات قصف بالسلاح الثقيل.