بـ 700 جنيه في الشهر.. فني كهرباء في كفر الشيخ: "شغال على شفا حفرة من الموت لكن بنام ضميري مرتاح"
يحمل السلم الخشبي علي ظهره ويسير نهارا وليلا داخل شوارع قرية ابشان بمحافظة كفر الشيخ، وتوابعها التي تقدر بـ ٢٢ تابع ومنطقة، من أجل اصلاح الاعمدة الكهربائية المعطلة والاسلاك العارية وضبط الانارة للطرق، وما الي اخره من أعمال الكهرباء المحفوفة بالمخاطر، هذا العمل الذي يبدأ من الثامنة والنصف وحتي سواد الليل، يقوم به فني كهرباء الوحدة المحلية لقرية ابشان ويدعي " عادل احمد ابراهيم الحصري" صاحب الـ 40 عاما.
يروي، عادل الحصري، ل " فيتو" ابن قرية ابشان التابعة لمركز بيلا بكفرالشيخ، كنت أعمل في قبرص بما يعادل 8 آلاف جنيه ف الشهر، وذلك ف عام 2004 تركت عملي ونزلت مصر لأني شعرت أن هذا العمل نهايته قد لا ترضي الله، وفي مصر عملت فني كهربائي للوحدة المحلية لقرية ابشان وتحديدا منذ ١٣ فبراير لعام ٢٠١٣ زحتي الآن، متعاقد براتب ٩٠٠ بيصفي علي ٧٠٠ جنيه بعد خصم التأمينات والمعاشات.
واردف، قائلا، عملي الحكومي يبدأ من الساعه الثامنة والنصف، حتي الثانية ظهرا، ولكن شغل الاعطال لا يوجد له وقت بالنسبالي حتي انني في بعض الأحيان اعمل من الساعه الثامنه والنصف وحتي الثانية عشر منتصف الليل، ولا اضجر ابدا من الاهالي عندما يتصلون بي لاصلاح الاعمدة المتواجدة امام منازلهم، بالعكس فانني اشعر انني اقدم شيئا نافعا للاخرين، بحس اني وجودي له فايدة وكإنسان لي قيمة وبعمل حاجة.
يبتسم، عادل، ويكمل حديثه، الناس بتستغرب لنا برفض اتقاضي جنيه واحد علي إصلاح اي اعطال بالاعمدة الكهربائية في غير اوقات عملي وخاصة في الساعات المتأخرة من الليل ، وفي الحقيقة ان سبب رفضي ان اتقاضي أموال الناس عن ذلك، لانني عندما اصلح عطل في عامود كهرباء هذا من صميم عملي حتي وان كان بعد دوام العمل الحكومي سواء كان راتب هذا العمل قليل او كثير ولكنتي ارتضيت به والقصة في الاول والاخر ضمير وربنا شايفنا هنروح منه فين؟! ، ويكفيني دعاء الناس، والذي اتلمسه في اولادي ( احمد وحبيبة) بالمرحلة الابتدائية، ولقد حرصت علي تعليمهم القرآن الكريم، فإبني احمد حافظ ١٤ جزء من القرآن ولايتعدي عمره ١١ عام، واخته حاليا ف الجزء الثامن في القرآن وعمرها ٩ اعوام.
اقرأ ايضا.. "عربية الدفا".. حكاية مبادرة شبابية لتدفئة أبناء الشرقية بشوربة العدس
واختتم، فني الكهرباء، عادل الحصري، حديثه ل " فيتو" بقوله، عملي يتطلب ضمير حي طوال الوقت، ودائما اضع نفسي مكان الشخص الذي يستغيث بي، ماذا لو هذا العامود المعطل او به خطورة امام منزلي؟ وحقيقة الامر تقابلني مواقف يومية لابد ان اكون خلالها بقدر المسؤولية، فمنذ حوالي 4 ايام خلال النوة الأخيرة، حدثت مشكلة في الإنارة بمنطقة كبيرة تابعة لابشان، والاهالي اتصلوا بيا وذهبت لاصلاحها الساعه 11 مساءا وغيره من الاستغاثات والمطالب اليومية التي اتلقاها، ولقد اعطيت وسأظل اعطي لعملي، الصبر والتفاني والاخلاص والضمير، واريد فقط ان اوصل رسالة لاي شخص، ممكن يكون فلوس كتير ومش مطمن والفلوس مفيهاش بركة، ولكن الفلوس البسيطة بتكفي مادمت بتراعي ضميرك في عملك.