هل إرضاع الطفل ينقض الوضوء؟
اعتنت الشريعة الإسلامية بالطفل وحثت الآباء والأمهات على ضرورة توفير كافة سبل الراحة له، والتى من أهمها الرضاعة، ومن الأسئلة التى في هذا الشأن هو "هل إرضاع الطفل ينقض الوضوء".
ومن جانبها أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن الرضاعة لا تنقض الوضوء فإذا أرضعت المرأة رضيعا وكانت متوضئة فلا ينتقض وضوئها ويجوز لها أن تصلي وأن تقرأ القرآن الكريم.
ما هي كفارة اليمين وما مقدارها؟.. الإفتاء تجيب
ومن المسائل التى تثار أيضًا فى قضية إرضاع الطفل هو "حكم الشرع فى إلزام الأم بإرضاع طفلها"، ومن جانبها أكدت دار الإفتاء أنه من حق الطفل أن يتم إرضاعه ما دام في حاجة إلى ذلك وما زال في سن الرضاع، موضحًا أن الفقهاء اختلفوا فيما بينهم على من يجب عليه إرضاع الطفل في حالة حدث انفصال بين الزوجين وكانت هناك قضايا مرفوعة أمام الجهات المختصة.
وأوضحت دار الإفتاء أن الرأي الراجع في هذا الوضع أنه يجب في هذه الحالة على الرجل أن يوفر مسترضعة لولده، ولا يجب على الأم في هذه الحالة الإرضاع، كما أنه ليس للزوج إجبارها على الإرضاع، سواء أكانت الزوجة ما زالت في عصمته أم بائنة منه.
وتابعت الدار أنه يجب على الأم إرضاع ولدها في حالات معينة، ومنها أن الأب لم يستطع توفير مرضعة للطفل، أو إذا لم يتقبل الطفل ثديا غير أمه، بالإضافة إذا لم يكن الأب يمتلك المال الكافي لتوفير مرضعة لابنه، مشددًة على أنه يجب على الأم إرضاع الطفل "اللبن" وهو ما ينزل بعد الولادة من اللبن، وذلك لأن الطفل لا يستغنى عنه.
ونوهت إلى أن حتى لو توفر بديلا من "اللبن" من غير الأم فإنها تكون ملزمة بإرضاع ابنها، وأن مدة بقائه في الأم هى مسالة يرجع في تقديرها لأهل الخبر فى هذا الشأن.
كما عرضت دار الإفتاء رأي الأحناف الذين يقولون إن الأم يجب عليها شرعًا إرضاع ابنها وهذا بحكم الشرع لا القضاء، وأنهم يرون أن هذا الحكم لا يختلف سواء أكانت الأم هنا مطلقة أم في عصمة الأب وذلك بحسب ما قال به جمهور الفقهاء، مستدلين بقوله تعالى "لا تضار والدة بولدها" وأنهم يرون أن منعها من إرضاع ولدها هو مضارة لها، ولأنها أحن وأشفق على ولدها.