رئيس التحرير
عصام كامل

هل يجوز إعطاء الصدقة للمنحرفين والمتسولين ؟

فيتو

عادة ما نصادف فى الشوارع  ووسائل المواصلات المتسولين يطلبون الصدقة وكذلك بعض المنحرفين وأولاد الشوارع ، بل إنه تنتشر موضة هذه الأيام وهى طلب العاملين فى النظافة للصدقة بل تكثر هذه الطلبات فى مواسم إخراج الزكاة فهل يجوزدفع الصدقات والزكاة إلى هذه الفئات ؟ 

 

يجيب عن هذا التساؤل الدكتور محمد سيد أحمد المسير أستاذ العقيد بكلية أصول الدين سابقا ـــ رحمه الله ـــ قائلا :  فى البداية يجب أن نعلم أن المسلم لا يكفر بمعصية مادام غير مستحل لها ، وما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة وإن زنى أو سرق ..كما ورد فى ذلك فى صحيح الحديث ،  وغاية مافى الأمر أن ذلك متروك لمشيئة الله العليا ، إن شاء عذبه بقدر معصيته وإن شاء عفا عنه ، واستقراء الأحاديث الصحيحة يرشد إلى ثبوت أجر المتصدق ..وإن وقعت الصدقة فى يد فاسق . ففي حديث مسلم (قال رجل لأتصدقن الليلة بصدقة ، فخرج بصدقته فوضعها فى يد زانية فأصبحوا يتحدثون : تصدق الليلة على زانية قال : اللهم لك الحمد على غنى لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها فى يد سارق فأصبحوا يتحدثون : تصدق على سارق قال : اللهم لك الحمد على زانية وعلى غنى وعلى سارق ، فأتى فقيل له : أما صدقتك فقد قبلت ، أما الزانية فلعلها تستعف بها عن زناها ، ولعل الغنى يعتبر فينفق مما أعطاه الله ، ولعل السارق يستعف بها عن سرقته . ومما لا يغيب عن البال أن من الأصناف التى ذكرهم القرآن لمصارف الزكاة ..المؤلفة قلوبهم وهم غير مسلمين ليسلموا ، وضعاف الإيمان ليقوى إيمانهم ، وأهل الجهالة والقسوة مداراة لهم .

وذات يوم قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فقال له عمر : يارسول الله لغير هؤلاء أحق به منهم فقال كما فى صحيح مسلم : إنهم خيرونى أن يسألونى بالفحش ، ويبخلونى فلست بباخل " ..أى أن هؤلاء قوم سفهاء وألحوا فى المسألة فأعطاهم مداراة لهم ، ومما يؤكد هذا المعنى حديث البخارى "إنى لأعطى الرجل وأدع الرجل والذى أدع أحب إلى من الذى أعطى .والله أعلم .  

الجريدة الرسمية