رئيس التحرير
عصام كامل

انقراض مهنة صائد الحمام من الفيوم بعد اختفاء الابراج

برج حمام
برج حمام

اشتهرت الفيوم قديما بأبراج الحمام سواء لاستخدامها كوسيلة مراسلة آمنة أو كنوع شهي من أنواع الأكلات ، التي تحظي بها موائد علية القوم، ثم اختفت الابراج من سماء قري ومدن المحافظة في نهايات القرن الماضي، وعادت بعد ثورة يناير إلى الظهور مرة أخرى. ومع اختفاء ابراج الحمام  انقرضت مهنة قديمة كان اسمها صائد الحمام، وكانت أدواتها شباك وحبوب توضع في مساحات واسعة في "الأجران" ليهبط الحمام عليها ويسرع الصائد بغلق شباكه، وساعد على انتشار هذه المهنة في الزمن الجميل كثرة أبراج الحمام، التي تحولت فيما بعد إلى معلم سياحي يقصده زوار الفيوم لمشاهدة أسراب الحمام والتقاط الصور.

وللحمام وأبراجه قصص لا تنتهي، بداياتها مع بناء البرج نفسه وهذه الصناعة التي اقتصرت الان علي بعض الأسر لا يتعد عددها صوابع اليد الواحدة يمحافظة البحيرة، ويأتي بناة أبراج الحمام من البحيرة ليقيموا في أقدم محافظة عرفت الحمام تربيته بكل أنواعه.

وكانت لأبراج الحمام بالفيوم تصميم خاص يميزها عن كل أبراج الحمام في قرى المحروسة، ويرجع تاريخ أبراج الحمام في الفيوم إلى قدماء المصريين فهم أول من ربوا الحمام وبنوا له أبراجا من الطين والفخار لا تزال مستعملة حتى الآن. وأشهر الأنواع البرية التي يبريها الهواة «الكارنو الأحمر – كاشو – اللينكس – الموندين - الكارنو الأبيض – الهومر – الكنج الأبيض – الكنج الفضي- الرومي - البري – المالطي – القطاوي».

ويتم بناء البرج من عيون مصنوعة من الفخار ويتم تثبيتها بالطين على عدة مراحل، بقاعدة البرج التي تبنى بالطوب الأبيض، ومن الممكن أن يتم إقامة برجين أو ثلاثة متجاورين يربطها باب واحد، يعبر إلى قاعة الأبراج الثلاثة.

وتتراوح أطوال الأبراج ما بين 5 إلى 20 مترا، يتكلف ما بين 5 إلى 50 ألف جنيه بحسب الارتفاع والاتساع وعدد الفخار.

أما العنابر فهي عبارة عن حجرات يوضع الفخار على أجنابها، أقلها تسع 200 فخارة وأكبرها تسع 800 فخارة، ويتكلف العنبر ما بين 3 آلاف إلى 45 ألف جنيه.

وكانت أبراج الحمام في الفيوم تستخدم مركزا للبريد تضم ٠شبكة بريد جوي مترابطة، تعتمد على أنواع من الحمام الزاجل فغطت سماء مصر وامتدت إلى كل أنحاء الدولة العباسية والدول المجاورة كالعراق والحجاز إلى غزة.

وكانت قلعة الجبل تحتوي على أبراج الحمام التي كانت تحمل الرسائل، وبلغ عددها وفق ما ذكره ابن عبد الظاهر في كتابه "تمائم الحمائم" 1900 طائر مدرب على حمل الرسائل.

وكانت الطيور المذكورة لا تخرج من أبراج القلعة، باستثناء مجموعة كانت في برج بالبرقية خارج القاهرة، يُعرف ببرج الفيوم، أقامه الأمير فخر الدين عثمان بن قزل "أستادار" الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب.

ذكر المقريزي في كتاب "المواعظ" أن رسائل البريد الجوي كانت تحملها الحمائم إلى الإسطبلات المصرية المجهزة بالبغال ليستلمها سعاة البريد لتوصيلها إلى أصحابها.

طريقة عمل الحمام الكداب من الشيف عظيمة

وتطورت وسائل الاتصال لكن أبراج الحمام ظلت باقية انحصرت وظيفة المراسلة فيها فيما يتبادله الهواة والمحبون من رسائل وانتعشت تربية أنواع أخرى للتجارة أو الهواية أو التربية من أجل الطعام "الزغاليل".

 

الجريدة الرسمية