زوال البركة من رزق التاجر المحتكر والغشاش
أتاح الإسلام التجارة بشتى أنواعها.. إلا ما كان مشتملا على غش أو معصية أو خداع أو تلاعب فى الأسعار أو ظلم وغير ذلك، وفى أيامنا هذه كثرت أنواع التجارة الفاسدة بكل صورها سواء فى جلب سلع مغشوشة أو ببيع سلع من أقوات الشعب باستغلال صريح فى تصعيد أسعارها، أو باحتكار سلع يشتم التاجر رائحة ندرتها بالسوق ليبيعها بأعلى من سعرها وقت احتياج الناس إليها معتقدا أن هذا المكسب رزق مقدر له. تغل كل الصور فى نهب أموال الناس بالباطل.
فمن أجل العدالة الاجتماعية حرم الله الاستغلال بكل صوره إلا أنه توجد فئة من التجار طبعت على حب المال على حساب المواطن البسيط يقول الدكتور على جمعة مفتى الديار السابق إن الإسلام أطلق حرية السوق للقوانين الطبيعية تؤدى فيها دورها وفقا للعرض والطلب، ومن أجل ذلك نرى الرسول صلى الله عليه وسلم حين تلا السعر فى عهده فقالوا: يا رسول الله سعر لنا، قال: "إن الله هو المسعر القابض الباسط والرازق وإنى لأرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطالبنى بمظلمة فى دم ولا مال.
وأضاف مفتى مصر السابق أن الإسلام ينكر أن تدفع بعض الناس أنانيتهم الفردية وطمعهم الشخصى الى التضخم المالى على حساب غيرهم ولو من أقوات الشعب وضرورياته. ومن أجل ذلك نهى النبى صلى الله عليه وسلم من الاحتكار بعبارات شديدة زاجرة فقال: من احتكر الطعام أربعين ليلة فقد برئ من الله وبريء الله منه" وقال صلى الله عليه وسلم: "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون". ذلك أن انتفاع التاجر يكون بأحد وجهين أن يخزن السلعة لبيعها بثمن غال عندما يبحث الناس عنها فلا يجدونها، فيأتى المحتاج الشديد الحاجة فيدفع فيها ما يطلب منه وان جاوز الحد.
محمد المسير: الرضا والبركة أساس السعادة
والوجه الآخر أن يجلب السلعة فيبيعها بسعر يسير ثم يأتى بتجارة أخرى عن قريب فيربح، ثم يجلب أخرى فيربح قليلا.. وهكذا، وهذا الانتفاع أوفق بالمصلحة المدنية وأكثر بركة وصاحبه مرزوق كما بشره الرسول صلى الله عليه وسلم.