74 عاما على رحيل أم المصريين
فى مثل هذا اليوم 12 يناير 1946 رحلت السيدة صفية زغلول حرم زعيم الأمة سعد زغلول والتى لقبت بأم المصريين.. نشأت صفية زغلول بين جدران منزل كان دائمًا حليفا للمستعمر الإنجليزى، فوالدها مصطفى فهمى باشا كان رئيسا لثلاث مرات للوزارة فى عهد الاحتلال وهو من أصول تركية.
ولدت صفية زغلول عام 1878 فى طبقة أرستقراطية إلا أنها كانت عكس بنات طبقتها فقد رفضت فكرة الرضوخ لأى مستعمر أو مهادنته ولذلك قبلت الزواج من الشاب المصرى ابن الفلاحين سعد زغلول عام 1896، كانت صفية زغلول المرأة الملهمة التى وقفت خلف سعد زغلول تحملت معه الصعاب وكانت له نعم السند حيث كافحت معه وبعده من أجل القضية الوطنية، وحين قرر سعد أن يخوض رحلة الثورة والكفاح قال لها (لقد قررت أن أضع رأسى على كفى اليمنى) فقالت له (وضع رأسى على كفك اليسرى).
وعندما صدرت أوامر الاحتلال بنفى سعد إلى جزيرة سيشيل طلبت من السلطات أن تصاحبه ووافق الإنجليز لعلمهم بخطورة بقائها فى مصر، ثم عدلت عن رأيها لإيمانها بأن واجبها نحو بلادها أهم من واجبها نحو زوجها لتظل فى مصر رابطة الجأش تشد أزر المتظاهرين والحركة الثورية وكتبت بيانا وزعته فى جميع انحاء البلاد قالت فيه: لئن كان سعد فى المنفى فإن هذا المنفى لا يهد من عزيمته إلا شيء واحد هو أن يعلم أن الضعف قد اعتراكم ولو للحظة واحدة.
خرجت على رأس نساء مصر أثناء ثورة 1919 اعتراضًا على نفى سعد زغلول مطالبات بالاستقلال التام حتى اعتبر هذا اليوم عيدًا للمراة المصرية، وحين تجمع المتظاهرون والمتظاهرات أمام منزل سعد أعلنت صفية زغلول أنه إن كانت السلطات الانجليزية اعتقلت سعد فإن شريكة حياته تشهد الله تعالى والوطن على أن تضع نفسها فى نفس المكان الذى وضع زوجها نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن لذلك فهى تعتبر نفسها أما لكل المصريين الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية.
هتف أحد المتظاهرين بقوله: تحيا أم المصريين ومنذ هذه اللحظة أصبح هذا لقب السيدة صفية زغلول وأصبح بيتها وبيت سعد هو بيت الأمة، عندما توفى زوجها سعد زغلول رفضت صفية أن تضع على النعش الأوسمة والنياشين التى نالها فى حياته كما كان متبعا، وأمرت أن يحاط نعشه فقط بالعلم المصرى كأرفع نيشان.
عرض "ظل الحكايات" بمسرح الغد و"إشاعات إشاعات" بمركز سعد زغلول
وفى يناير 1934 كتبت صفية زغلول وصيتها بتخصيص مبالغ من تركتها إلى خادميها وبواب البيت وسكرتيرتها فى حدود 500 جنيه لكل منهم، فى حضور مصطفى النحاس ومكرم عبيد ومحمود فهمى النقراشى الذين وقعوا على الوصية.