هل التجنس بجنسية أجنبية جائز شرعا؟
هناك من يسعى إلى الهجرة خارج البلاد للبحث عن الرزق، ويتجه البعض إلى الحصول على جنسية البلد الأجنبية التى يعمل فيها فهل تجنس المسلم بجنسية غير جنسيته ويأخذ جنسية البلد التى يقيم فيها قد تكون ليس دينها الرسمى الإسلام بل انها تطبق شرائع غير إسلامية .
يجيب علي التساؤل الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة الازهر فيقول :” التجنس من المستحدثات والمستجدات والعوارض المعاصرة ..وهو على نوعين : الأول تجنس المسلم بجنسية موطنه مثل المسلم المصرى والمسلم السعودى والإماراتى والبحرينى وما أشبه ذلك فلا خلاف فى جوازه لأنه من الأمور الإدارية والإجرائية التى لا تصادم نصا شرعيا بل يحقق مصالح معتبرة، وحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله تعالى، ولم يمنع الإسلام انتساب الإنسان الى قبيلته قرشى وهاشمى وما أشبه، وإلى موطنه كالبخارى والقرطبى وإلى أقوامهم كسيدتنا مارية القبطية رضى الله عنها . وقد رسمت وثيقة أو صحيفة المدينة على ساكنها الصلاة والسلام نظم المجتمع فى نواحيه الدينية والاجتماعية والسياسية ، وقد أطلق الوحى المعصوم على السابقين من الأمة المسلمة مهاجرين وأنصار، وتجنس المسلم بجنسية موطنه من النظم المجتمعية التى لا خلاف بين اهل العلم فى جوازه .
الثانى : تجنس المسلم بجنسية غير موطنه مثل المسلم فى بلد غير مسلم شرقا أو غربا شمالا أو جنوبا، فإن كانت الدولة موطنه الاصلى مثل المواطن المسلم الفرنسى أو الإيطالى فلا خلاف فى جواز محل الجنسية موطنه الأصلى، وقد حمل بعض سادتنا الصحابة ــ رضى الله عنهم أسماء أوطانهم مثل سلمان الفارسى، بلال الحبشى، صهيب الرومى، وما أشبه ، بقى القول فى تجنس المسلم بجنسية غير موطنه الذى هاجر إليه واستوطنه وقع خلاف بين الباحثين المعاصرين . فمنهم من منع بالنظر إلى مدلول الولاء والبراء وحكم الهجرة والإقامة ببلاد غير إسلامية، ومنهم من أجاز بالنظر إلى المصلحة وإلى أصل الإباحة فى المعاملات، ومنهم من أجاز للضرورة بقيود ، ولكل وجهة .
ولعل القول بجواز تجنس المسلم بجنسية غير موطنه الأصلى بقيود منها عدم تحالفه مع بنى وطنه ضد مسلمين، لأنه والحالة هذه تكون من صور الولاء لغير مسلمين ضد مسلمين وهو محرم مجرم لقوله تعالى (لا يتخذ المؤمنون الكافرون أولياء من دون المؤمنين ، ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شيء ) سورة آل عمران .
أحمد كريمة: لا يوجد في الإسلام ما يمنع المرأة من رئاسة الدولة | فيديو
ولا تؤدى الجنسية المكتسبة إلى فتنة فى دينه أو اشتراكه فى حروب ضد مسلمين، وألا يفضل شعائرهم على الإسلام فقال سبحانه وتعالى (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار) سورة هود ، وفيما سوى ذلك فجائز والله اعلم .