الذكرى الثلاثون لرحيل أديب الرومانسية "إحسان عبد القدوس"
"أنا أنسان مستسلم لقدره إلى حد السذاجة ولعل هذا راجع إلى ظروفى الخاصة التى فرضت عليَّ أمورا لو لم أكن قوى الإيمان بالله صادق التسليم بالقدر لما استطعت تحملها.
إنى أعيش كمسلم، وكل حياتى العامة والخاصة تجرى تحت تأثير ومن وحى إيماني بالإسلام.. فإن أصبت فى تصرفاتى فلأن الإسلام وفقنى إلى أن أصيب، وإن أخطأت فلأنى عجزت عن اتباع ما يفرضه الإسلام عليَّ.
عشت حياتى كلها منذ ولادتى في يناير 1919 أشعر بالوحدة بين الناس دون أن آخذ شيئا من كفاحى إلا استمرارى فى الكفاح من أجل الحرية، افترق أبي عن أمى بعد شهرين من ولادتى فوضعنى أبى الممثل محمد عبد القدوس فى بيت جدى الأزهرى المحافظ الرجعى وربتنى عمتى، وعندما دخلت الجامعة انتقلت إلى بيت أمى الفنانة والصحفية".
هكذا وصف الأديب الصحفى إحسان عبد القدوس نفسه بشجاعة ونبل صاحب الكلمة الجميلة والعبارة الرشيقة والفكرة الجريئة، صاحب الرأى الحر، أنشأ مدرسة صحفية متميزة فى دار روز اليوسف.
مدرسته هى مدرسة النقد السياسى والاجتماعى، فعالجت كتاباته قضايا وطنية وسياسية ومجتمعية عديدة، فكان أول من فجر قضية الأسلحة الفاسدة فى حرب فلسطين، وهو الكاتب الذى تسببت مقالاته فى أزمات وزارية كثيرة وسقوط حكومات.
سجنه النقراشى وعبد الناصر وأعفاه السادات من رئاسة مجلس إدارة الأهرام لكتابته مقالا ضد عودة المنابر والأحزاب.
مدرسته الأدبية هى مدرسة الرفض للقيود التى تكبل المشاعر لكنها تسمح بالبوح والرفض للقبح، مدرسة تعالج المشاكل الأسرية والشخصية شديد الواقعية فى كتاباته الصحفية، فى حين كان رومانسيا شديد الرقة فى رواياته.
اقرأ أيضا:
إحسان عبد القدوس: شخصيتي الصحفية طغت في روايتي "أنا حرة”
قال عنه الأديب يحيى حقى: ”لو أقيم معبد للحب لكان الأستاذ إحسان عبد القدوس كاهنه الأكبر، وكاهن المعبد يعانى من جراء تجاربه هما ثقيلا.. إن سر شقائه فى الدنيا أنه يعتقد فى نفسه أنه مبعوث العناية الإلهية لإسعاد البشر وإصلاح حالهم".
بينما قال عنه الأديب عباس محمود العقاد: إن إحسان صاحب أدب الفراش، أما عميد الأدب الدكتور طه حسين فقال: إن إحسان كاتب يصعب الدفاع عنه، فكل شيء يقف ضده حتى فى نجاحاته.