إحسان عبد القدوس: شخصيتي الصحفية طغت في روايتي "أنا حرة"
فى مثل هذا اليوم 11 يناير 1959 عرض الفيلم المصرى "أنا حرة" المأخوذ عن قصة بنفس الاسم كتبها الأديب إحسان عبد القدوس التى صدرت عن سلسلة الكتاب الذهبى عام 1954، وكتب السيناريو نجيب محفوظ والحوار السيد بدير والإخراج لصلاح أبو سيف.
القصة تدور حول "أمينة زايد" الفتاة المتمردة التى أدت دورها لبنى عبد العزيز التى تتمرد على نظرة المجتمع للمرأة وتكافح من أجل الحصول على حريتها المسلوبة بالتعليم والعمل ،لكنها حين تصل الى ما تريد تكتشف أن هناك معنى أعمق للحرية عما كانت تعتقد، بعد أن أحبت "عباس" الصحفى المناضل الثورى الذى أدى دوره شكرى سرحان.
وحول هذه القصة يقول إحسان عبد القدوس فى مقدمتها (أنا لا أطمع أن يقتنع كل قارئ بهذه القصة، وكل ما أريده أن يحاول أن يفهمها أولا، وأريد أن تصلوا معى إلى الفكرة وإلى الحقيقة التى يرسمها أبطال القصة.. ولكم بعد ذلك أن تقتنعوا أو لا تقتنعوا.. ولكن لا تحكموا قبل أن تفهموا حتى لا تظلمونى).
وأضاف: “أنا لا أكاد أعرف نفسى فى هذه القصة، إنها قصة منتزعة من حياتى حتى أننى حين أقرأها يخيل إلى أن كاتبا آخر هو الذى كتبها بعد أن استعار ذكرياتى وآرائى والشخصيات التى عرفتها ثم كتب بعد ذلك بأسلوبه وفنه لا بفنى وأسلوبى”.
وتابع: ”كانت شخصيتى كصحفى تطغى على شخصيتى كأديب أو ككاتب قصة، وليس معنى هذا انى اتبرأ من قصة أنا حرة بل على العكس لكن هناك نقصا فى السرد القصصى وفى تكنيك القصة وأعترف بذلك، فقد كتب بعض فصولها بالعامية والبعض الآخر بالفصحى والحوار كان بالعامية. وحاولت جهدا كبيرا فى تصحيح هذا الوضع”.
وعن الفيلم قالت لبنى عبد العزيز فى مجلة الإذاعة عام 1959: ”الفيلم غير من وجه المرأة المصرية على الشاشة وفى نفس الوقت حافظ على تقاليدنا الشرقية.. بعد أن كانت المرأة تمشى وراء المجتمع، والفيلم عبر عن قطاع عريض من الفتيات. واختارنى إحسان لتجسيد شخصية أمينة لقربها من شخصيتى وقال لى محدش حيقدر يعمل أمينة زايد غيرك. عند عرض الفيلم اشترطت لبنى أن يتصدر اسمها الأفيش فى السينما ــ وكانت وقتها متزوجة حديثا من منتج الفيلم رمسيس نجيب رغم معارضة شكرى سرحان الذى كان نجما وانتصرت لبنى فى النهاية”.
وأثار الفيلم عند عرضه جدلا كبيرا مثلما أثارت روايته بين الجماهير والنقاد لاتهامه بالدعوة إلى الحرية الزائدة.
