رئيس التحرير
عصام كامل

هل قصر الله عصر المعجزات على الأنبياء فقط؟

الدكتور عبد الصبور
الدكتور عبد الصبور شاهين

قصر عدد كبير من علماء الدين على عهد الأنبياء وأنه لن يكون بعد ذلك معجزات على الرغم من أن علم المعجزات هو علم إلهى لا يحده زمان ولا مكان والدليل على ذلك هو الهبوط على سطح القمر والمريخ بإذن من الله تعالى، والاستنساخ والهندسة الوراثية وأطفال الأنابيب وتحديد نوع الجنين وغير ذلك من المستجدات على عصرنا.

 

يقول الدكتور عبد الصبور شاهين المفكر الإسلامى وخطيب مسجد عمرو بن العاص سابقا ـــ رحمه الله: ليس هناك أى نص من القرآن أو السنة قصر عصر المعجزات على عصر الأنبياء فقط لأن الله له ملكوت السموات والأرض ويأمر فيه كيفما يشاء عز وجل فإننا نرى الانسان يصبح عليلا بمرض يصعب على الأطباء تشخيصه وعلاجه لكنه فجأة بعد الدعاء قد تم شفاؤه. وقد نسمع عن ورم سرطانى ذهب دون استئصال، ونجد أن طفلا سقط من الطابق الرابع لم يحدث له أى شيء.. وهذا جزء من معجزات الله التى لا تنقطع إلى يوم الدين. إن الذى انقطع هو مجيء الرسل والأنبياء وبالتالى المعجزات المصاحبة لهم لتثبت رسالتهم ودعوتهم لانهم وسيلة لتعليم الخلق والهداية للوحدانية إلى الله سبحانه وتعالى الذى قدر خلقه فى منظومة متكاملة يدركها الفرد، ولا يقدر على خرقها إلا من وضعها.. فيأتى النبى ومعه دليل صدقه على وجود الله. فإن الأنبياء أمروا من الله أن يظهروا معجزاتهم حتى يؤمن الناس برسالاتهم  ويجب أن نفرق بين المعجزات والكرامات والإعجاز العلمى، فالمعجزات هى من أمر الأنبياء، أما الكرامات فهى لغير الأنبياء فى كل زمان ومكان. وهى يمد الله بها خلقه من خوارق العادات كما حدث مع وزير سيدنا سليمان الذى احضر عرش بلقيس قبل أن يرتد طرفه، فالكرامة للولى والمعجزة للنبى الذى أمر بإظهارها.

تعرف على فضل سورة العصر

أما الإعجاز العلمى فهو الاستفادة مما خلقه الله بإعجازه، كالصعود إلى القمر والتليفزيون والتليفون وهى أمور تخضع لإدراك العقل البشرى الذى يتطور من عصر إلى آخر نتيجة البحث فى إعجاز الله فى ملكوته وهو لا يعتبر معجزات لأنه إعجاز إلهى ولا يحجبه زمان ولا مكان وما فعله العالم هو اكتشافه وتحديد مساراته، وأوجه الاستفادة منه.

الجريدة الرسمية