رئيس التحرير
عصام كامل

ورحل سلطان "الحياد".. وفاة السلطان قابوس.. مجلس الدفاع الأعلى يدعو العائلة المالكة للانعقاد.. و5 أسماء مرشحة لخلافته

السلطان قابوس بن
السلطان قابوس بن سعيد

أعلنت عمان، في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، وفاة السلطان قابوس بن سعيد عن عمر ناهز الـ79 عامًا، وأعلن الديوان السلطاني الحداد، وتعطيل العمل الرسمي للقطاعين العام والخاص لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام في الأيام الأربعين المقبلة. 

وذكرت وكالة الأنباء العمانية قائلة: ”بعد نهضة شامخة أرساها خلال 50 عاما منذ أن تقلّد زمام الحكم في 23 من شهر يوليو عام 1970 م، وبعد مسيرة حكيمةٍ مظفرةٍ حافلةٍ بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة، وأسفرت عن سياسةٍ متزنةٍ وقف لها العالم أجمع إجلالاً واحترامًا”.

دعا مجلس الدفاع الأعلى فى سلطنة عمان مجلس العائلة المالكة للانعقاد لتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم.

وخلال السطور التالية نستعرض السيرة للسلطان قابوس بن سعيد والاسماء المرشحة لخلافته..

مقاليد الحكم

تقلد السلطان قابوس مقاليد الحكم عام 1970، خلفًا لوالده السلطان سعيد بن تيمور، ليبدأ البلد الخليجي مرحلة جديدة في تاريخه، اتسمت ببدء نهضة شاملة وبناء دولة حديثة انضمت لمنظمة الأمم المتحدة ليستمر ذلك الشاب ابن الثلاثين عامًا حينها في قيادة بلاده لنحو نصف قرن كان خلالها السلطان العربي الوحيد وصاحب واحدة من أطول فترات الحكم في العالم.

نشأته

ولد السلطان قابوس يوم 18 نوفمبر عام 1940 في مدينة صلالة بمحافظة ظفار، وكان الابن الوحيد الذكر لوالده سليل الأسرة الحاكمة لسلطنة عمان منذ منتصف القرن الثامن عشر، وسابع سلاطينها.

لديه أخت واحدة أيضًا هي الراحلة أميمة بنت سعيد، ووالدته الراحلة هي ميزون بنت أحمد بن علي المعشني الحكلي القحطاني.

دراسته

درس السلطان قابوس مراحل الدراسة الابتدائية وحتى الثانوية، في صلالة، وفي العام 1958، أرسله والده إلى إنجلترا ليكمل تعليمه، حيث درس لمدة عامين في مؤسسة تعليمية خاصة هي مدرسة ”سافوك“، قبل أن يلتحق وهو في العشرين من عمره، بأكاديمية ”ساندهيرست“ العسكرية الملكية الشهيرة عام 1960 ضابطًا مرشحًا.

تخرج السلطان قابوس من الكلية بعد عامين من الدراسة فيها، برتبة ملازم ثان، ليلتحق بإحدى الكتائب البريطانية العاملة في ألمانيا الغربية لمدة ستة أشهر، قبل أن يعود لبريطانيا ويدرس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلي، ويتبع دورات تخصصية في شئون الإدارة وتنظيم الدولة، قبل أن يعود إلى صلالة عام 1964.

 

تمرد مسلح

عندما عاد الابن الوحيد للسلطان سعيد بين تيمور إلى بلاده، كانت السلطنة حديثة العهد بالاستقرار بعد نزاع مسلح مع ”دولة إمامة عُمان“ التي كانت قائمة في الجبل الأخضر الواقع بالمنطقة الداخلية للسلطنة حتى العام 1959 قبل توحيد البلاد بحدودها الحالية.

وبعد عام واحد فقط، من عودة السلطان قابوس، واجهت سلطنة عمان تمردًا مسلحًا جديدًا في منطقة ظفار، فشل والده على مدار خمس سنوات في إنهائه لصالحه، ليقوم بالإطاحة بوالده الذي وصل إلى السلطة عام 1932، ويتولى مقاليد الحكم في 23 يوليو عام 1970.

 

تمكن السلطان قابوس بعد نحو خمس سنوات في الحكم، من حسم الصراع المسلح مع ظفار لصالحه، ليبدأ تركيزه على تحديث البلد البدائي الذي أنهكته الحروب الداخلية.

انتهج السلطان قابوس بادئ الأمر سياسة التحالفات مع دول المنطقة لحسم الصراع المسلح في ظفار، ليتبنى بعدها سياسة الحياد وبناء علاقات وثيقة مع جميع الدول، بما فيها دول الجوار.

 

إحداث نهضة تنموية

في العام 1971 انضمت سلطنة عمان إلى منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، فيما عكف سلطانها على الاستفادة من عائدات النفط حديث العهد في البلد الخليجي، لتنمية الخدمات في جميع مناطق السلطنة.

وخلال حكم السلطان قابوس الذي اتسم بالاستقرار، عرفت السلطنة الطرق المرصوفة والمستشفيات والمدارس والجامعات والمصانع وكثير من مظاهر الحياة الحديثة التي كانت تتمتع بها الدول المجاورة الأخرى منذ سنوات طويلة.

 

في العام 2011، وصلت تداعيات الربيع العربي إلى سلطنة عمان أيضًا، عبر احتجاجات على تردي الأوضاع الاقتصادية في عدة مناطق من البلاد، لكنها ما لبثت أن توقفت سريعًا بعد حوار بين السلطات والمحتجين بالتزامن مع توفير نحو خمسين ألف فرصة عمل للمواطنين العمانيين.

منذ العام 2014، بدأ غياب السلطان قابوس عن المناسبات العامة ووسائل الإعلام يرتبط بحالته الصحية، حيث خضع للعلاج بالفعل خارج بلاده، دون أن تغيب شائعات وفاته في سنوات المرض تلك.

هواياته

ولا تعرف الكثير من التفاصيل عن حياة السلطان قابوس الخاصة، لكن العمانيين يتناقلون فيما بينهم أن سلطانهم يعشق ركوب الخيل، والرماية بمختلف أنواعها، بجانب هوايات التصوير وبعض الرياضات كلعبة التنس.

 
 

خلافته

تقول كثير من التقارير الصحفية: إن السلطان الذي ليس لديه أي أبناء ولا أخوة ذكور، ليس هناك وريث واضح للحكم بعد وفاته أيضًا، في ظل عدم وجود ولي للعهد مُعلن في حياته.

وترددت في الفترة الماضية، معلومات منسوبة لصحيفة ”الجارديان“ البريطانية تقول إن السلطان قابوس سجل رغبته في تحديد خليفته في خطاب سري مغلق موجه لمجلس عائلة آل سعيد الحاكمة (الديوان)، يتضمن إجراءات اختيار خليفته من خلال فتح مظاريف مغلقة في المحكمة العليا في مسقط حدد فيها اسم من يخلفه في حال لم يتفق أعضاء المجلس على شخص محدد فيما بينهم.

وينص قانون 1996 على أن الأسرة الحاكمة ستختار خليفة في غضون ثلاثة أيام من خلع العرش.

في حال فشلت الأسرة الحاكمة في الاتفاق، فإن مجلس المسئولين العسكريين والأمنيين، ورؤساء المحاكم العليا ورؤساء المجلسين، سيضعون في السلطة الشخص الذي كتب السلطان اسمه سرًّا في خطاب مختوم.

عندما تولى السلطان قابوس سدة الحكم ليكون ثامن سلاطين أسرة البوسعيد، كان من أصغر حكام العرب والعالم حينها، لكنه يفارق الحياة اليوم وهو واحد من أكبر حكام العالم سنًّا وأطولهم بقاءً في السلطة.

الخليفة المنتظر

وبما أن السلطان قابوس ليس له أبناء ولا أشقاء ذكور، فمن المتوقع أن ينتمي السلطان الجديد لفرع آخر من الأسرة الحاكمة.

 

وينحصر الاختيار وفق غالبية التوقعات والترجيحات في نسل طارق بن تيمور آل سعيد، عم السلطان الراحل قابوس، وفي أبنائه الثلاثة بالذات، وهم أسعد وشهاب وهيثم بن طارق آل سعيد

وتدور غالبية التوقعات حول تولي أسعد بن طارق بن تيمور، قيادة السلطنة خلفًا لابن عمه الراحل.

والسلطان المرتقب، من مواليد العام 1954، وخريج من أكاديمية ”سانت هرست“ العسكرية البريطانية العريقة، ويشغل منصب الممثل الخاص للسلطان الراحل قابوس ونائب رئيس الوزراء لشئون العلاقات والتعاون الدولي.

 

وينافس أسعد بن طارق آل سعيد، أخويه شهاب وهيثم، واللذين يشغلان أيضًا مناصب حكومية رفيعة، فيما تذهب بعض التوقعات لتولي تيمور بن أسعد بن طارق، قيادة البلاد بدلًا من والده وأعمامه.

ويبلغ أسعد بن طارق 65 عامًا، ويتمتع بخلفية عسكرية، إذ تخرج من أكاديمية “ساندهيرست” العسكرية الملكية وخدم في الجيش السلطاني العماني كرئيس لسلاح المدرعات، وحصل على رتبة عميد.

 

ومن الأسماء، فهد بن محمود آل سعيد “80 عامًا” الذي يتولى منصب نائب رئيس الوزراء لشئون مجلس الوزراء منذ 23 يونيو 1970، وهو أحد أهم ممثلي السلطنة في القمم الخليجية والعربية، وكان لافتًا استقباله نهاية الشهر الماضي الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي الذي زار السلطنة.

كما يحظى تيمور بن أسعد بن طارق، بحظوظ لافتة، خصوصًا كخيار ثانٍ بعد والده أسعد بن طارق، كونه أصغر المرشحين سنًّا وكان مقربًا من السلطان قابوس.

وكان ملف آلية انتقال السلطة في عُمان وخلافة السلطان قابوس قد فُتح منذ مرضه ورحلته العلاجية الطويلة في ألمانيا في 2014، إذ ليس للسلطان قابوس أبناء ولا أشقاء.

 

وفي أكتوبر 2011، عدل بمرسوم سلطاني آلية خلافته عبر إشراك رئيسي مجلس الدولة “نوع من مجلس الشيوخ مكون من 86 عضوًا معينين” ومجلس الشورى المكون من 86 نائبًا منتخبًا ورئيس المحكمة العليا، في قرار اختيار خلفه.

وتقول بعض التقارير إن 50 إلى 60 شخصًا ذكرًا من عائلة آل سعيد مؤهلين بشكل أو بآخر لتولي منصب السلطان خلفًا للراحل قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد بن خلف بن سعيد بن مبارك البوسعيدي.

الجريدة الرسمية