رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.."الشيخ إمام" ذاكرة وطنية تستيقظ فى لحظات اليقظة الشعبية بذكرى وفاته الـ 18.. أصيب بالرمد فى عامه الأول.. وعرف القاهرة بصحبة عمه.. وفصل من الجمعية لسماعه الراديو

فيتو

تمر هذه الأيام الذكرى الثامنة عشر على رحيل فنان عاش معاناة وأحلام هذا الشعب وتغنى بآماله وأحلامه، إنه الشيخ إمام عيسى الذي كون مع الشاعر أحمد فؤاد نجم، أشهر ثنائي فني في السبعينيات من القرن الماضي.


رحلة الشيخ إمام تبدأ من مولد إمام محمد أحمد عيسى 2 يوليو 1918 في قرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة لأسرة فقيرة، وكان أول من يعيش لها من الذكور، حيث مات منهم قبله سبعة، ثم تلاه أخ وأخت.

أصيب الشيخ إمام في السنة الأولى من عمره بالرمد الحبيبي، وفقد بصره بسبب الجهل واستعمال الوصفات البلدية في علاج عينه، فقضى إمام طفولته في حفظ القرآن الكريم، وكان يتمتع بذاكرة قوية.

ووالد إمام كان يحلم دائما أن يكون ابنه شيخًا كبيرًا، لكنه كان قاسيًا في معاملته، أما والدته فكانت النبع الذي ارتوى منه إمام بالحنان في طفولته وعوضته عن فقد بصره، وكانت معايرة الأطفال لابنها بالعمى تدفعها للبكاء أحيانا، وكان إمام يجلس في مواسم الأفراح والحج، وسط السيدات ليسمع غناءهن فنشأ صاحب أذن موسيقية منذ نعومة أظافره.

عرف إمام طريقه للقاهرة بصحبة عمه، وفى إحدى تلك الرحلات عندما كان إمام في السابعة من عمره وصلى في مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب، وأخذ يستمع لسورة الكهف مأخوذا بأداء المقرئ، ثم ذهل عندما عرف أنه أعمى مثله، وزاد ذهوله عندما عرف أنه مقرئ الإذاعة، وكان هذا المقرئ محمد رفعت وكلمه ومدح نباهته وتنبأ له بمستقبل عندما سلم عليه. 

وفى عام 1929 ولم يكن إمام أكمل عامه الثاني عشر، اصطحبه والده للقاهرة للدراسة بالجمعية الشرعية السنية بحي الأزهر، وكان لدى الجمعية واعظ ومنشد يحييان المناسبات، وفى أحد الأفراح اختير الطفل إمام ضمن فرقة الإنشاد.

التحق الشيخ إمام بالمركز الرئيسي للجمعية، وقضى بها 4 سنوات من عمره أتم فيها حفظ القرآن الكريم، فاستحق لقب "شيخ" رغم صغر سنه، وكان يقيم بها إقامة دائمة، ولازم إمام حب الاستماع للشيخ محمد رفعت، وكان الاستماع للراديو من ممنوعات الجمعية لكونه بدعة، فما بالك لو كان يستمع للقرآن، فقررت الجمعية فصله بالإجماع.

وعندما سمع أبوه بما حدث لابنه من فصل من الجمعية بحث عنه فوجده يقضى نهاره في الحسين وليله في الأزهر حيث كان ينام، فأهانه وضربه وحذره من العودة لقريته مرة أخرى نظرًا للجريمة التي اقترفها بتسببه في فصله من الجمعية، وبعدها مباشرة توفيت أمه التي كانت أعز ما لديه في الدنيا، ولم يتمكن من تشييعها لمثواها الأخير، وبالفعل لم يعد لقريته إلا حين مات أبوه.
الجريدة الرسمية