قصة الطالبة رحاب بالمنوفية .. الأهالى يسطرون ملحمة بطولية فى علاجها من تليف الكبد | مستند
ربما يولد من رحم المعاناة أمل قد يغير كل مجريات الأمور، وربما يرد الدعاء سهام القدر، لتعود الحياة تدب فى جسد فتاة أضعفها المرض ونال منها اليتم وضيق الحال وخذلها أناس لم تعرف قلوبهم يوماً ما طريقاً للرحمة.
رحاب أحمد عمر طالبة جامعية فى الفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة المنوفية، قصة درامية لم تخل فصولها من الألم والمرارة، فما بين مرارة فقد الأب وآلام المرض رحلة معاناة لفتاة لازالت تقف على مشارف الحياة التى شارفت على فقدها الآن، لكنها لم تكن وحيدة كما اعتادت طيلة حياتها.
فقدت والدها وهى ابنة 13 عاماً لكنها استسلمت للقدر المحتوم، أصيبت بمرض تليف الكبد منذ أعوام حتى أكل المرض كبدها وتحول إلى تليف تام، ثم فقدت شقيقتها الصغرى التى تبلغ من العمر 15 عاماً بعد أن وافتها المنية قبل 4 أشهر بعد معاناة مع مرض السكر.
قبل عام كامل ومع دخولها فى غيبوبة لمرات عديدة حاول شقيقها الوحيد "محمد" التواصل مع وزارة الصحة للتدخل وإنقاذ شقيقته من الموت حيث من المفترض أن تخضع لجراحة زراعة كبد لكن ضيق الحال لن يمكنهم من ذلك، والمرض بدأ ينهش فى جسدها النحيل دون رحمة.
لجأ شقيقها لنواب البرلمان عن دائرة أشمون التى يقطنون بها لكن الخذلان كان النتيجة إلى أن فكر أحد الأهالى فى بدء حملة لجمع التبرعات على وجه السرعة فالوقت يمضى والأمر يزداد خطورة وآلام رحاب لا تتوقف.
لم يتوان الأهالى عن التبرع بعد أن باعت أسرتها منزلهم، وسطروا قصصاً ربما ستروى لأجيال، من ضمن تلك القصص سيدة تبلغ من العمر 75 عاماً توجهت للمسئولين عن جمع التبرعات وقدمت "حلق ذهب" كانت ترتديه باكية معتذرة على أنها لا تملك من حطام الدنيا سواه، وأخرى قدمت الفيزا الخاصة براتب تكافل وكرامة قائلة "خدوا اللى فيها كله مش عايزه اقبض بس انقذوا رحاب"، وعامل نظافة تبرع براتبه كاملاً، بينما عرض أحد الأهالى منزله للبيع من أجل إنقاذ رحاب.
وبالفعل تم حجز الفتاة بمعهد الكبد بشبين الكوم استعداداً لإجراء الجراحة، لكن الأمر الآن متوقف على المتبرع بفص الكبد، أجريت الفحوصات لـ 17 شخصا من عائلتها ليرأف بها القدر ويجد الأطباء زوج عمتها مناسباً للتبرع.
تفاصيل جديدة في واقعة طرد زوج لزوجته بعد تبرعها بكبدها لإنقاذه
ساهم كل ذلك فى رفع حالتها النفسية كثيراً لتوجه رسالتها للجميع بأنها الآن أصبحت لا تخشى الموت قائلة "إن توفنى الله فسأموت سعيدة لأننى لم أعد أشعر أننى يتيمة".