القارئ محمود الخشت يكشف تفاصيل علاقته بالشيخ الشعراوي
حباه الله نعمة الصوت وحسن الأداء، ولديه قدرات عالية وإمكانيات كبرى في الحنجرة، والأحبال الصوتية التي تظهر في صوته الرخيم الحنون في آن واحد.. حينما يستمع إليه الحاضرون يشعر كل منهم بقشعريرة تدب في جسده من حلاوة وتدبر آيات الذكر الحكيم الذي يرتقي بالأنفس إلى مكانة سامية ودرجة عالية.
له قصص مع إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي كان يدعوه لحضور جلساته العلمية والدينية في ساحة السيدة نفيسة رضي الله عنها، بحكم تعيينه قارئًا للقران في مسجدها.. سافر إلى العديد من الدول العربية والأوربية لكن كانت الزيارة الهامة في حياته لدولة فلسطين والتلاوة في المسجد الأقصى.
والقارئ الشيخ محمود الخشت، ولد بقرية طموه بمحافظة الجيزة في ١٥ مارس عام ١٩٦٠، في بيت قرآني حيث كان جده الشيخ حسن الخشت، أحد محفظي القرآن الكريم، وكان كُتَّاب جده هو أول كتاب بالقرية، حيث استطاع الوالد محمد الخشت من خلال ذلك الكُتاب أن يلقن ابنه القرآن منذ نعومة أظافره حتى استطاع أن يحفظه في التاسعة عشر من عمره.
ويسترجع بدايات حفظه للقرآن، وهو يقول: بعد أن حفظتُ القرآن في كُتاب جدي، أخذني والدي إلى الشيخ سعد أبو طالب بالحوامدية لأتلقى على يديه أحكام التجويد والتلاوة وعلوم القراءات، فاستقبلنا الشيخ سعد أعظم استقبال ورحَّب بنا، وبدأت أجري اختبارات أمامه ليتعرف على إمكانياتي، ومدى موهبتي في الحفظ والتجويد، والحمد لله وجد لديَّ نبوغًا منذ الصغر فاحتضنني وأحسن رعايتي.
اقرأ أيضا:
الشيخ عبد الفتاح الطاروطي : تأثرت بمصطفى إسماعيل والشحات أنور ومحمد الليثي
وعن الشخصيات التي تأثر بها أجاب: “شيخي وأبي وجدي من أكثر الشخصيات التي تأثرت بها في حياتي، فوالدي كان يأخذني إلى المساجد في صلاة الظهر والعصر للقراءة 5 دقائق بين الأذان والإقامة في القرية، وكان يفتح كُتابًا لتحفيظ القرآن”.
وأضاف: ”جدي الشيخ حسن الخشت كان قارئا، وأول ليلة قرأت فيها كان عندي 12 عاما، وكانت أول مرة أرتدي فيها الطربوش ولا أعرف ماذا أفعل.. وإلى أن وصلت للعزاء ثبتني الله، وقرأتُ مع الشيخ إبراهيم هيبة والشيخ حسين البراوي"، وتابع: “تعلمتُ منهم الصبر لأننا كنا فقراء جدا ووالدي كان فلاحا وغير موظف، والفقر يعلم الصبر، إلى أن فتح الله عليَّ بفضل القرآن الكريم، وكان والدي يقول لي دائما: تمسك بالقرآن".
وعن قصته مع الشيخ الشعراوي، أجاب: “إمام الدعاة كان يحرص على عقد مجلس العلم في استراحته أمام مسجد السيدة نفيسة، وكنا نجلس أحيانا نصف ساعة أو ساعة إلا ربعًا لنتناقش في شئون العلم، ولذلك عملوا مسلسل "إمام الدعاة"، ورشحوني أنا والشيخ على الزاوي، وسجلنا فيه حلقتين التلاوة الأولى كانت من سورة الإسراء والأنعام، وكنا نتجنب النقاش الدائم بين الحضور لأننا غير أساسيين، وكان دورنا مقتصرا على تلاوة القرآن”.
وأضاف: ”كان الشيخ الشعراوي يستمع لتلاوتي بإنصات وخشوع؛ مما جعلني أُكثر من التردد على مجلسه، وأصبحت صديقًا للحاج عبد الرحيم نجل الشيخ الشعراوي، وكنت أواظب على حضور المناسبات التي يحضرها كثير من العلماء باستراحة الإمام الشعراوي، كمناسبة الإسراء والمعراج والهجرة والمولد النبوي، وكان إمام الدعاة يدعو لي بالتوفيق لأداء أعظم رسالة، وهي تلاوة كلام رب العالمين”.
كنت وقتها عائدا من المسابقة العالمية للقرآن الكريم في ماليزيا عام 1997.. يسترجع الخشت طريق الإذاعة، قائلا: “دخلت الامتحانات في المرة الأولى أعطوني مهلة لتمكين الحفظ لأنني أجبت على 3 أسئلة دون السؤال الرابع وبعد 6 أشهر تم إعادة الاختبار وتم امتحاني في القرآن ثم الصوت.. وكان في اللجنة الشيخ محمود الطنطاوي رحمة الله عليه، والشيخ رزق حبه، والشيخ أبو العينين شعيشع رحمة الله عليهم”.
وأضاف: ”أجمل رحلة في سفرياتي كانت بناء على تكليفات من وزارة الأوقاف وهي زيارة المسجد الأقصى وشارك فيها 16 من القراء المصريين وتم توزيعهم في فلسطين وكنت أنا والشيخ عبد الله هندي في المسجد الأقصى وأخذنا وقتها التأشيرة من السفارة الإسرائيلية وقرأنا القرآن في المسجد طوال شهر رمضان”.