محمد المسير: الرضا والبركة أساس السعادة
البركة كلمة يردها بعض الناس تأكيدا لنعمة الله عليهم فى الرزق والأولاد والصحة وغير ذلك، والحياة مليئة بمن يتقاضون مرتبات صغيرة من أعمالهم الشريفة وينعمون برضا تام ويؤكدون أن الأمور تسير برضا الله وبركته. يشرح الدكتور محمد المسير أستاذ العقيدة السابق بكلية أصول الدين ــ رحمه الله ـــ قضية الرضا والبركة لدى المسلم فكتب يقول:
القضية هى الرضا بما قسم الله عز وجل، فالإنسان مطالب بالسعى فى مناكب الأرض وبذل أقصى الجهد وليس عليه تحصيل النتيجة بالصورة التى يتوقعها بل عليه الأخذ بالأسباب ثم بعد ذلك يكون التسليم بالرضا بما قسم الله له.
إن نعمة الرضا لا تأتى لعاص أو جاهل ولا مرتكب منكر، وإنما يشعر بها الطائعون والمستقيمون على شرع الله، فالإنسان مطالب بأن يعبد الله حق عبادته وأن يتجنب الفواحش ما ظهر منها وما بطن وأن يخالق الناس بخلق حسن. فإذا فعل الإنسان ذلك تحققت له الكفالة الإلهية برعاية الله له، وتيسرت له أسباب الحياة، وفى ذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "احفظ الله يحفظك" ويؤكده قول الله تعالى (ولو أن أهل القرى واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) أن قضية الرضا هى أساس كل شيء فى الحياة وهى أساس سعادة الإنسان، فقد يمتلك الإنسان القناطير المقنطرة من المال لكنه لا يشعر بلذة الحياة.. وهذا يرجع إلى أنه يعرض عن ذكر الله وأداء الصلاة وحب الخير للآخرين المحتاجين والوقوف إلى جانبهم فى السراء والضراء، وصدق الله العظيم حين قال: "ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا، ويشير الرسول صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف إلى أن المسلم الغنى ليس بكثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس وهذا هو ما يجب أن يكون عليه شعار المسلم بحيث يظل واثقا بالله وان يكون على حسن ظن ربه سبحانه حتى تتحقق له نعمة النعمة والبركة فى رزقه وأولاده وفى كل شيء فى حياته.
"السماحة عقيدة وسلوكا" موضوع خطبة الجمعة بالمساجد.. غدا
وحول علاقة بسط الرزق والبركة بصلة الرحم قال: إننا نريد أن ننبه إلى أن البركة لا تعنى الكثرة فى الأموال أو الأولاد، وإنما قد يكون المال قليلا ويبارك الله فيه ويؤكد علاقة بسط الرزق بصلة الرحم حديث رسول الله حيث يقول (من أراد أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أجله فليصل رحمه).