مهن لم يعرف أصحابها مذاق الدف على كورنيش الاسكندريه
فى ظل سوء الأحوال الجوية التى تتعرض لها محافظه الاسكندريه خلال الأيام الماضية وهطول الأمطار الغزيرة على مناطق، إلا أن في مثل هذا الوقت الذي يفضل فيه أغلب المواطنين البقاء في منازلهم هروبا من البرد والمطر، وتناول المشروبات الساخنة ، للمساعدة فى التدفئة بموجة الصقيع .
إلا أن هناك البعض من المواطنين، وأصحاب الايادى العاملة ، الذين يبحثون عن لقمة العيش والرزق ، و يضطر للبقاء في الشارع من أجل مواصلة أعمالهم وتحمل كافة الظروف المناخية القاسية، فهم ينتمون إلى مهن التى لا تعرف الدفء خلال فصل الشتاء .
فيتو التقت بعدد من أصحاب المهن التي تتنافى طبيعة عملهم مع العوامل الجوية والتي تكون أشد قسوة في المدينة الساحلية ، وكما يلقب عليها"عروس البحر المتوسط"، مقارنة بالمحافظات الأخرى بسبب كثرة التقلبات الجوية المصاحبة للنوات.
فالبعض يرغم على العمل المتواصل لساعات طويلة في البرد، دون وجود أي إمكانية التدفئة أو البحث عن مكان آخر بديل للهروب من موجة الصقيع وهطول الأمطار الغزيرة على أجسادهم .
لم تمنع برودة الطقس السيئة على الإسكندرية ، عم كرم احمد ٥٠عاما ،عامل نظافة فى التجول وسط الأمطار الغزيرة بين شارع وأخرى لتنظيف وجمع القمامة والمخلفات من الميادين بمنطقة محطة الرمل ، وهو يحمل فى يدية أدوات العمل بحثا عن لقمة العيش وتوفير حياة كريمة لاسرتة على الرغم من معاناتهم اليومية ، موكدا انة لدية ثلاثة أبناء فتيات يقوم برعايتهم والانفاق عليهم عقب وفاة زوجتة ، دون وجود أى مساعدات غير لقمة العيش في تنظيف الشوارع من خلال الراتب الشهري ، لتلبية الاحتياجات الأساسية للأسرة والابناء .
واضاف، انه اعتاد منذ ١٠سنوات على مشقة العمل والبحث عن لقمة العيش في ظل الظروف المناخية، وتحمل كل الأعباء الجسدية خلال فترة العمل وتساقط الأمطار وموجة صقيع لمواكبة ظروف الحياة المجتمعية، مشيرا إلى أن هناك فرص كثيرا أمام فئات الشباب في العمل دون اللجوء للمقاهى والجلوس عليها وإنفاق الأموال بطريقة غير صحيحة ، إلا أن الكثير من فئات هذا الجيل لم يدرك تماما تحمل المسؤولية الاجتماعية.
وعلى الجانب الآخر ، يقف محمد اشرف ٣٠عاما بائع الآيس كريم والمشروبات الساخنة على كورنيش البحر ، يظل باحثا عن زبائنه في برودة الشتاء، وتحمل كافة الأعباء ومشقة العمل تحت ظلال موجة صقيع وتساقط الأمطار وتطاير بضائعة دون وجود بديل أخرى للاختباء بعيد عن الأمطار.
وقال ، اعمل بهذه المهنة منذ الصغر باحثا عن لقمة العيش ، وتوارثتها عن والدة فى بيع وإنتاج مختلف الأطعمة الآيس كريم سوء كان بفصل الصيف والشتاء، قائلا"دي اسكندرية وعلشان معنديش شغلانة غيرها اعمل بها "، موكدا انه يتحمل ضغوط الحياة المجتمعية والأسرة فى الأنفاق على اسرتة خلال مرض والدة منذ ٥سنوات .
هواة الصيد والمتنزهين على كورنيش الإسكندرية وسط العاصفة الترابية | صور
ويضيف اشرف، أنة يعمل فى تجهيز المنتجات الآيس كريم منذ فجركل اليوم ، ومن بعدها يجهز سيارتة لوضع البضاعه، قائلا" بتجول على رجلي طول اليوم ، لكن في النهاية ربنا بيبعت الناس اللى بتحب الآيس كريم في جو الشتاء .