مصر وإسرائيل ونهر النيل
خمس سنوات وأنا أكتب مقالين أسبوعيا، أكثر من خمسمائة مقال كتبت ولم أتعثر في بداية كتابة مقال مثل هذا، لا أعرف من أين أبدأ؟ من أزمة السولار والبنزين الطاحنة؟ أم من أزمة انقطاع الكهرباء؟ أم أزمة المرور التي فقدنا الأمل في حلها؟ أم أزمة البطالة المزمنة؟ أم ارتفاع الأسعار وقانون الضرائب الجديد؟ أم مشكلة القرض والموازنة العامة للدولة؟ أم أزمة قانون السلطة القضائية؟ أم أزمة قانون الجمعيات الأهلية الجديد ومشكلة تصويت العسكريين؟ أم أزمة المثقفين مع وزير الثقافة؟ وأزمة تصريحات جماعة الإخوان التي لا تنتهي، من العريان الذي وصف جماعته بالربانية والظالمون فقط هم الخارجون عليها؟ وكذلك طرفة مفتي الجماعة بشأن تحرير القدس على يد مرسي، رغم أهمية كل ما ذكرت إلا أنني لن أتوقف كثيرا عنده لأننا في كارثة ومصيبة أكبر في قضية حياة أو موت قضية نهر النيل هبة المصريين، السيد وزير الري يقول إنه فوجئ بقرار إثيوبيا بتغيير مجرى النهر وعلم به من الإعلام وقبلها كان قد قال إن إقامة السد لن تؤثر على حصة مصر من المياه، وهذا أيضا ما أكدته رئاسة الجمهورية في حين أن خبراء الري يقولون عكس ذلك تماما، نصدق مين؟ونكذب مين؟ يقولون إن إسرائيل وراء ذلك وأنه تم إسناد إدارة السد لشركة إسرائيلية خلال وجود مرسي في إثيوبيا أثناء القمة الأفريقية الأخيرة، وأنا شخصيا كنت قد سألت السفير الإثيوبي بالقاهرة عن حدود العلاقة بين إسرائيل وإثيوبيا أجابني «إن علاقة مصر بإسرائيل أقوى من علاقة إثيوبيا بإسرائيل»، والتي لم تصل إلى مرحلة التوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين لوقف إطلاق النار بينهما، هل ما يحدث لنا الآن هو ثمرة حكم النظام السابق؟ أم أن مبارك هو الذي كان مانعا لإقامة سد النهضة ولذلك تخلصوا منه؟ أعتقد أننا الآن في أسوأ موقف من الممكن أن تواجهه مصر خلال تاريخها الطويل وليس لدينا جمال عبدالناصر!! وأعتقد أن إسرائيل أوصلتنا إلى المرحلة التي كانت تريدها وحققت هدفها بأسرع مما كانت تتخيل، ووضعتنا في موقف إما أن نتعاون معها في وصول مياه النيل إليها وبإرادتنا وأيدينا وإما أن نموت جوعا وعطشا، إذا كان لدينا أية وسائل ضغط يجب أن نسلكها سواء بقطع علاقتنا مع الصين وإيطاليا الممولين للسد ومنع سفنهما من عبور القناة أو حتى الحل العسكري، حتى هذه الحلول أصبحت صعبة لأن مصر التي كانت مريضة في عهد مبارك ماتت في عهد الإخوان وهانت على العالم، يؤكد ذلك الاستقبالات الرسمية المهينة لرئيسها ومباحثاته التي بلا فائدة وتسوله من طوب الأرض، ولا أتذكر آخر مرة قام فيها رئيس دولة مهمة بزيارة مصر باستثناء طبعا تركيا وقطر الراعيين الرسميين للإخوان، المهم كل هذا يحدث والجماعة تحارب الآن في محافظة الغربية من أجل تمكين أمين مخزن إخواني من منصب نائب رئيس مدينة بسيون بعد أن رفضه أهالي المحلة وسمنود وزفتى.
egypt1967@yahoo.com
نقلا عن جريدة فيتو الأسبوعية
نقلا عن جريدة فيتو الأسبوعية