خطيب الحسين: النبي جعل المحبة بين الناس شرطًا لكمال الإيمان
أكد الدكتور ياسر مغاوري عبد الحميد، إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، أن حب الوطن غريزة فطرية في الإنسان، وما من إنسان إلا ويعتز بوطنه؛ لأنه مهد صباه، ومرتع طفولته، وملجأ كهولته، ومنبع ذكرياته، وموطن آبائه وأجداده، ومأوى أبنائه وأحفاده، حتى الحيوانات لا ترضى بغير وطنها بديلاً، ومن أجله تضحي بكل غالٍ ونفيس، والطيور تعيش في عشها في سعادة ولا ترضى بغيره ولو كان من حرير.
وأضاف مغاوري، أن حب الأوطان من الإيمان، وأن الحفاظ على الوطن واجب على كل إنسان، موضحًا أن الله عز وجل جعل الخروج من الوطن في سياق واحد مع قتل النفس ، قال تعالى: “وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ”.
اقرأ ايضا.. يسري عزام: النبي أول من غرس قيمة التكافل بين الصحابة
وتابع: رسولنا (صلى الله عليه وسلم) لما أخبره ورقة بن نوفل أن قومه ـ وهم قريش ـ مخرجوه من مكة، قال صلى الله عليه وسلم: “أوَ مخرجِيَّ هم؟!” قال: نعم، لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزَّرا”, ويؤخذ من هذا الاستفهام شدّة مفارقة الوطن على النفس ؛ فإنّه صلى الله عليه وسلم سمع قول ورقة أنهم يؤذونه ويكذبونه فلم يظهر منه انزعاج لذلك ، فلما ذكر له الإخراج تحرّكت نفسه لحبّ الوطن وإلفه، فقال: “أوَمخرجِيَّ هم؟!” .
تابع ايضا.. مواعيد مسابقات القرآن الكريم 2020
وأوضح إمام الحسين، أن النبي جعل المحبة بين الناس شرطًا لكمال الإيمان ، فقَالَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ” ، وجعل الخيرية لمن يسارع في تحقيق التصالح والوئام ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : “لاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ” .