زغلول صيام يكتب: وهل يجرؤ اتحاد الكرة على التحقيق مع محمد صلاح؟!
عندما يقاطع محمد صلاح حفل الأفضل في أفريقيا ومن قبلها يتخلف عن الانضمام للمنتخب الوطني ثم لا يتوقف عند هذا الحد بل يصل الأمر به إلي حد السخرية من جائزة الكاف التي منحها للاتحاد المصري لكرة القدم فإن الأمر يحتاج إلي وقفة .. ووقفة صارمة بعدما وصلت الأمور إلي حد صعب جدا.
من حق صلاح أن يتخلف عن الحفل رغم إقامته في مصر، لأنه حر في قراره ، ولكن أن يصل إلي حد السخرية من اتحاد الكرة بهذا الشكل الفج فهو أمر غير مقبول.
رسميًا.. محمد صلاح يغيب عن حفل الأفضل بالقارة الأفريقية
وأنا هنا لا أدافع عن اتحاد الكرة أو عن أشخاص، لأنهم السبب الرئيسي فيما وصل إليه محمد صلاح عندما حاولوا السطو علي حقوقه في موضوعات كثيرة منها الطيارة وغير الطيارة ولكن أتحدث عن مواقف لابد أن تكون حازمة، فمحمد صلاح مهما علت نجوميته فهو في النهاية لاعب كرة قدم ولا يستطيع بمفرده الفوز بمباراة وإلا كنا شاهدنا ذلك في بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة بمصر.
واتحاد الكرة المستقيل سمح له بان يسيطر علي كل مقاليد الأمور، متسلحا بسلاح الجمهور وأسلحة أخري فاضطر الاتحاد للإذعان ولو ان هناك نظاما صارما لما استطاع أن يتدخل في موضوع اللاعب عمرو وردة ويعيده للمنتخب بعد قرار استبعاده لأسباب سلوكية.
ثم ماذا حدث بعد ذلك؟! الذي حدث أن محمد صلاح أصبح مركز قوي داخل الفريق ولا يستطيع أحد أن يتحدث معه واعتقد أن هناك من هو -علي رأسه بطحه – فلايستطيع المواجهة.
خرج اللاعب بعد الفشل الذريع في الأمم الأفريقية يبرر الفشل ويقول إن المعسكر كان (سايب) ولا يوجد به نظام رغم أنني سألت اكثر من شخص أثق فيهم اكدوا لي ان المعسكر كان أشبه بالثكنة العسكرية ممنوع الاقتراب أو التصوير وتنصل من موضوع وردة.
ولكي لا أكون متحاملا علي صلاح فإن اتحاد الكرة أيضا أفشل موضوع التصويت، وربما أقر أنها كانت بفعل فاعل ولم يحقق الاتحاد في شيء، وأمور أخري ملتبسة ولكن كل هذا لا يعطيه الحق في أن ينظر إلينا من البرج العاجي.
ولو أنا مكان اللجنة الخماسية التي تدير الكرة المصرية لقررت علي الفور إحالة اللاعب للتحقيق بعد سخريته من فوز الاتحاد بلقب أفضل اتحاد علي مستوي القارة.
يا ساده .. دعوني أتساءل: وهل كل إنجازات الكرة المصرية كان فيها محمد صلاح؟ لقد كان فردا ضمن مجموعة وصلت لمونديال 2018 بروسيا، وفيما عدا ذلك الوصول لنهائي الأمم الأفريقية بالجابون ولكن منتخب مصر فاز بثلاث بطولات أمم أفريقيا متتالية في إنجاز تاريخي غير مسبوق، ولم يكن محمد صلاح أحد يسمع عنه.
حققنا الكثير من الإنجازات عندما كان هناك فريق عمل كل النجوم فيه مسخرة لخدمة المنتخب .. نعم صلاح حقق ما لم يحققه لاعب مصري في الخارج، ولكن كلها أمجاد شخصية بدليل أن العالمي ميدو لم يفد الكرة المصرية والبطولة الوحيدة التي فاز بها مع المنتخب لم ينس أحد المشهد الدرامي مع المعلم حسن شحاتة ولم يشارك في النهائي.
وعلي جماهير الكرة المصرية أن تتريث وعدم صناعة أباطرة لأن هؤلاء لا يبحثون إلا عن مصالحهم فقط .. هو لاعب فذ نعم .. ولكن لا تعطوه أكثر من حجمه الحقيقي، لاننا نري لاعبين أفارقة يسطرون أمجادا بعيدا عن الشوشرة والزفة الكدابة.
اللاعب الذي يتضايق من التقاط صور مع معجبيه لا داعي أن تلتقط معه صورة، لأنها لن تضيف إليك شيئا.
وفي النهاية علي اللاعب أن يراجع نفسه إذا كان حريصا علي شعبيته وجماهيريته، وغير ذلك فهو مع نفسه والذي لا يريد أن يرتدي زي مصر فإن مصر لا تجري وراءه.
أعلم أن كلامي هذا قد لا يعجب البعض، ولكنها الحقيقة المجردة وأعيش بهذا المنطق منذ عملت بالصحافة الرياضية.