صحافة المواطن.. اسامه شمس الدين.. يكتب الوحده الوطنيه وحماية مؤسسات الدولة
تعد الوحدة الوطنية عنوان التلاحم والتماسك والترابط بين ابناء الوطن الواحد، إذ أنها أحد اهم ركائز المجتمع فبدونها تسيطر وتنشأ الاختلافات والنزاعات الدينية والعرقية ويفقد الشعب المرتكزات الأساسية لأمنه واستقراره وقدرته علي احتواء الأزمات الناشئة بين التيارات السياسية والدينية المختلفة. لذلك كان الحفاظ عليها أحد أهم أولويات أي قيادة وطنية لسد كل الثغرات والمنافذ في الدولة حتى لا تنفذ اليها رياح الفرقة والتباعد والانقسام ولئلا تكون فريسة لنفوذ الدول الأخرى من خلال العبث بمقدرات الشعب ومصالحه وخصوصياته و تأليب مكوناته علي بعضها في محاولة لإيجاد مواطئ لها للتدخل في الشئون الداخلية من اجل تحقيق مصالحها وأهدافها غير المشروعة، فالحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسكها وترابطها يمثل العنصر الأهم في قدرة الدولة وسطوتها في صد أى هجوم أو عدوان داخلي أو خارجي. والوحدة الوطنية مفهوم يجمع في طياته مفاهيم الولاء والانتماء والمواطنة: فهي عملية تهدف الي تحقيق الاندماج والتلاحم بين عناصر الأمة من خلال مزج الجماعات المختلفة والمتميزة من خلال سلطة مركزية واحدة بقوانين سارية المفعول علي كل اقليم الدولة، بحيث تنطبق علي كل أفراد المجتمع بدون تميز أو محابا.
أسامة شمس الدين يكتب: الحقوق الدستورية لرئيس الجمهورية "العفو وقد عرفها الدكتور سليمان الطماوى بأنها: انتماء الإنسان الي دولة معينه يحمل جنسيتها ويدين لها بالولاء علي أساس أن الدولة ما هي إلا جماعة من الناس تستقر في اقليم محدد وتخضع لحكومة منظمه. بينما عرفها جون لوك بأنها "قيام سلطه عامه يقبل بها جميع أفراد الشعب وفق ارادتهم الحرة فتكون السيادة للشعب، ويجب أن يأتي الحكام من الشعب وان تتطابق مصالحهم وإرادتهم مع مصالح وإرادات الشعب". أما جان جاك روسو فقرر أنها "قيام عقد اجتماعي بين الشعب والنظام السياسي القائم بحيث يتوحد الشعب في وحده قوميه مصيريه ، وفي إطار من المسئولية المشتركة، يطيع فيها الفرد الحكومة التي هي نظام اجتماعي ارتضاه عن طواعية واختيار ، والربط بين السيادة في توحيد الشعب وقيمه، والتعبير عن إرادته المندمجة في إطار الإرادة العامة التي هي محصلة إرادات الأفراد، والتي تختلف في مجموعها عن الإرادة الفردية علي احتساب أنها ليست تعبيراً عن شيء عفوي طارئ ، وإنما تعبير عن الوطنية التي تستند الي القيم والمثاليات، وتقترن الوحدة الوطنية بالديمقراطية من خلال حكومة ديمقراطية يستطيع الشعب في ظلها أن يجتمع وأن يتمكن كل مواطن من التعرف علي غيره من المواطنين. ويقصد بالوحدةالوطنية التآلف بين أبناء الآمة الواحدة من خلال الروابط القومية علي أساس من حقوق المواطنه التي ترفض التمييز والتفرقة بين أبنائها بسبب المعتقد أو الدين أو الجنس أو المستوي الإجتماعي، فهى اتفاق ووفاق علي ثقافة وطنيه مشتركه في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين النظام السياسي وأعضاء الجماعة الوطنية من جانب وبعض الجماعات المختلفة بعضها عن بعض من جانب آخر بحيث يتحقق التفاعل والتلاحم بين أعضاء الجماعة الوطنية بغض النظر عن انتمائهم المختلفة . والوحدة الوطنية تكسب الجماعة التى تتمسك بها نمواً ومميزات اقتصادية وسياسية واجتماعية تعزز مكانتها العالمية، لذلك كان لزاما على السلطة السياسية بوصفها أحد أهم عناصر التلاحم الوطني العمل على توحيد صفوف الأمه الواحدة تحت رباط الولاء والانتماء. وقد كان المشرع الدستوري المصري حريصًا على صون وحدة الدولة المصرية فتعاقبت الدساتير وتواترت نصوصها علي حق الشعب في صيانة الوحدة الوطنية، وهو ما سوف نتناوله في المقال القادم.